دونالد ترمب الرئيس السؤال
نتنياهو يجري الاثنين أول نقاش مع القيادات الأمنية حول الموقف من الاتفاق النووي الإيراني "الديري" عصابات من الأجانب بسوق العمل المتحدث باسم وزارة الصحة العراقية يعلن عن وجود إصابات في صفوف الأطفال والشباب بالسلالة المتحورة في العراق مقتل قيادي في ميليشيا حزب الله العراقية جراء انفجار عبوة ناسفة بمحافظة بابل مجلس التعاون الخليجي يدعو للتهدئة في الصومال وحل الخلافات بالطرق السلمية إيران تتهم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتسريب تقارير سرية عن نشاطها النووي الشرطة الأفغانية تعلن عن 3 انفجارات منفصلة في العاصمة الأفغانية كابول تخلف 5 قتلى على الأقل وجريحين الخارجية السودانية تعلن أن وزارة الخارجية الإثيوبية أصدرت بيانا مؤسفا يخوّن تاريخ علاقات إثيوبيا بالسودان وينحط فى وصفه للسودان إلى الإهانة التي لا تغتفر السودان يطالب أثيوبيا بالكف عن "ادعاءات لا يسندها حق ولا حقائق" الخارجية السودانية يؤكد أن السودان لا يمكن أن يأتمن إثيوبيا والقوات الأثيوبية على المساعدة فى بسط السلام وتأتي القوات الأثيوبية معتدية عبر الحدود
أخر الأخبار

دونالد ترمب الرئيس السؤال

دونالد ترمب الرئيس السؤال

 صوت الإمارات -

دونالد ترمب الرئيس السؤال

عبد الرحمن شلقم
بقلم - عبد الرحمن شلقم

غادر الرئيس دونالد ترمب مبنى البيت الأبيض، لكنَّه سيبقى طويلاً سؤالاً في دنيا الفعل السياسي الأميركي، بل سيتعداه إلى مفاصل التكوين الاجتماعي والفكري. الرئيس ترمب يغادر البيت الأبيض ليدخل بيوت الأميركيين ودوائر حياتهم، فقد عبَّر عن طور فاصل في مسيرة المجتمع الأميركي الذي لا يتوقف عن التكون.
اقتحم ترمب المسكوت عنه في أعماق المجتمع وأطرافه، رفع شعار «أميركا أولاً» وحوَّله إلى خطوات عملية على الأرض في داخل الولايات المتحدة الأميركية وخارجها. جرّد سلاحاً ناعماً وهو العقوبات على الدول التي تنافس أميركا تجارياً أو تعارضها سياسياً. الولايات المتحدة الأميركية أطلق عليها السابقون، العالم الجديد وبالفعل هي كذلك. تختلف في تكوينها العرقي والفكري والاقتصادي، وفي حجم بشرها وطرقها ومبانيها وسياراتها عن كل ما اعتاده الناس في القارات القديمة.
منذ حرب التحرير التي توجت بالاستقلال، نشب الخلاف بين أطراف القارة الجديدة وقاد إلى حرب أهلية، ولكن هدف توحيد القارة ولد مبكراً ورافقه العمل على صياغة الدستور. الولايات الثلاث عشرة الأولى كانت مسكونة مبكراً بفكر الثورة الفرنسية الشابة. الديمقراطية هي الهاجس المسيطر على مؤسسي الدولة وبُناتها. الأوروبيون البيض لم يروا في الهنود الحمر أهل الأرض منذ البداية إخوة أو رفاقاً لهم في الوطن وجرى تجاوزهم مبكراً، وشرعوا يستوردون آلات العمل من القارة الأفريقية، حيث جلبوا كتلاً بشرية للعمل في حقول الزراعة وتأسيس البنية التحتية. كان وضع الدستور معركة نوعية خاضتها العقول برؤية الواقع الجغرافي الممتد والواسع، والطموح الحقيقي لبناء مجتمع جديد فيه مما أبدعه فكر التنوير الأوروبي، مما يحقق التوازن والعدالة بين الولايات المتباينة في الثروات وعدد السكان. الدستور كان هو الحزام المقدس الذي ربط أركان الكيان الجديد العملاق في ولاياته الخمسين. الخلل المزمن الذي سكن في جسد المجتمع الجديد وشكّل ثقباً هائلاً فيه، كان الفصل العنصري بين البيض والسود. عاشت سياسة الفصل العنصري عقوداً طويلة، لكن مع انتشار التعليم بين السود، بدأت روح الرفض تنمو بين السكان من أصول أفريقية، ووصلت ذروتها في مطلع ستينات القرن المنصرم، عندما قام السود بالاحتجاج فيما عرف برحلات الحرية بين الشمال والجنوب للمطالبة بإنهاء الفصل العنصري والمطالبة بالمساواة في الحقوق المدنية. كانت صرخة مارتن لوثر كنغ الابن «لديَّ حلم» الصاعقة التي كسرت جدار الفصل وتوجت بإصدار إدارة الرئيس جونسون قانون الحقوق المدنية سنة 1964. كانت تلك نقلة أعادت ولادة مجتمع أميركي جديد. قادمون جدد يتدفقون بلا توقف أو حدود من كل أرجاء الدنيا، يحملون معهم عقائدهم وعلمهم وأحلامهم. بدأ الاهتزاز المتصاعد بين البيض ذوي الأصول الأوروبية، إذ لم يعد الآخر هو الأسود فقط، فاللاتينيون يملأون كل فج في البلاد والآسيويون من مختلف الملل والنِّحل والألوان أيضاً يتدفقون، وبدأت الظواهر العنصرية تأخذ أشكالاً جديدة في العقول والحركة. لكن الفوارق بين الأطياف الاجتماعية، لم ترحل مع إلغاء الفصل العنصري، بل ازدادت بشكل كبير، حيث يمتلك 1 في المائة من السكان 30 ترليون دولار في حين يغرق عشرات الملايين في مستنقع الحاجة والفقر، والفوارق تتَّسع ويزداد معها رقم المحتاجين. في الوقت ذاته يتزايد عدد السكان من أصول غير أوروبية. العالم الذي كانت أميركا مصنعه ومعمله وحلمه، تغيَّر بشكل سريع. لقد زالت الكتلة الشيوعية المهددة لما يعرف بالعالم الحر بعد تفكك الاتحاد السوفياتي وبرز تكتل أوروبي، وصارت الصين العملاق الكبير والخطير، وفي محصلة التقييم، فإن أميركا تتراجع في تكوينها وكيانها.
دونالد ترمب مواطن ملياردير يعمل في سوق العقارات ولم يلج مضمار العمل السياسي، اندفع إلى حلبة الصراع على رئاسة الدولة عبر سلالم الحزب الجمهوري، وفاز أمام منافسته هيلاري كلنتون من الحزب الديمقراطي. منذ دخوله إلى البيت الأبيض رفع مطرقته الثقيلة صوتاً وعملاً وحركة وهوى بها على أكوام الموروث في كيان القارة الجديدة التي تقادمت بفعل مكوناتها التي لم تتوقف عن صيرورة التغير. الحزبان الجمهوري والديمقراطي التنظيمان السياسيان هما التوأم الأبوي ولا ثالث لهما. دونالد ترمب شكّل حالة جديدة غير مسبوقة داخل الحزب الجمهوري. له مؤيدون الذين تحمسوا لبرنامجه الانتخابي، لكنه اجتذب مريدين وهم الذين رأوا فيه شخصاً له مؤهلات الزعيم المقدس. أطلق بعضهم عليه الملاك والملك لا يقبلون فيه لومة لائم، يؤيدونه في كل حركاته ووقفاته، وأصبح له تيار عاتٍ داخل الحزب الجمهوري.
من جانبه، لم يعد دونالد ترمب يرى من الشعب الأميركي إلا الشريحة المريدة، وأعاد إنتاج ذاته على مقاس حماسها له. حقق حزمة من النجاحات الاقتصادية، وخاض تحديات خارجية بسلاح الوعد والوعيد والعقوبات الاقتصادية الناعمة والصلبة على عدد من الدول. لم يتخيل يوماً أنه سيخسر جولته الثانية في معركة الرئاسة، لكن ذلك حدث أمام جون بايدن السياسي الهادئ المخضرم، الذي سماه جو النائم. كانت تلك الحقيقة الصاعقة التي جعلته يهاجم كل شيء وكانت الضربة القاضية هجوم المتعصبين له على مبنى الكونغرس.
الدستور كان هو الحبل الذي ربط الولايات الخمسين في كيان واحد عملاق، والكونغرس هو عقدة الحبل المقدس. لقد قرع ذلك الحدث باب المسكوت عنه في تحولات المجتمع الأميركي، وكان ترمب بكل ما فيه هو علامة الاستفهام التي تستحق الوقوف أمامها طويلاً من أجل البحث عن جواب سيطول البحث عنه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دونالد ترمب الرئيس السؤال دونالد ترمب الرئيس السؤال



GMT 20:50 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

لغة الإنسان

GMT 20:48 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

تجربة البحرين في التعامل مع كورونا... نجاح مبهر

GMT 20:41 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

الأستاذ فوزي والتلميذ بليغ

GMT 20:38 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

خليل حيدر وجريمة النخب العربية!

GMT 20:36 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

الرأي الذي لا تريد سماعه

GMT 12:44 2020 الأربعاء ,10 حزيران / يونيو

عازف غيتار هندي ينشر فيديو لحفلة مع 2 من الببغاوات

GMT 05:37 2016 الأربعاء ,21 كانون الأول / ديسمبر

بيب غوارديولا يسعى إلى ضم قائد "شاختار" الأوكراني

GMT 19:25 2016 الثلاثاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

جيسي عبدو تشارك في مسلسل "فخامة الشك" أمام يورغو شلهوب

GMT 00:22 2019 الأحد ,13 كانون الثاني / يناير

اختيار "ميدان" كأجمل مضامير سباقات الخيول العالمية

GMT 15:27 2018 الأحد ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقع خلّابة ومميزة زوريها في مالطا لشهر العسل

GMT 05:02 2018 الجمعة ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

برنامج أفلام وندوات مهرجان القاهرة السينمائى الخميس

GMT 16:22 2018 الجمعة ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

منتجع "أيلا الجبل الأخضر" في عمان طابع خشبي وأنشطة متكاملة

GMT 00:15 2018 الخميس ,04 تشرين الأول / أكتوبر

علاج مفاجئ للصلع باستخدام مادة لتقليد رائحة خشب الصندل

GMT 03:39 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

آرسين فينغر يضم النني إلى تشكيلة أرسنال أمام سوانزي سيتي

GMT 09:43 2018 السبت ,06 كانون الثاني / يناير

تعرفي على أنواع الماسكرا المختلفة وطرق استخدامها

GMT 14:12 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

فندق مارينا الكويت يستقبل رأس السنة الجديدة بعروض مميزة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
2023 جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates