الديمقراطية الشابة في أفريقيا
نتنياهو يجري الاثنين أول نقاش مع القيادات الأمنية حول الموقف من الاتفاق النووي الإيراني "الديري" عصابات من الأجانب بسوق العمل المتحدث باسم وزارة الصحة العراقية يعلن عن وجود إصابات في صفوف الأطفال والشباب بالسلالة المتحورة في العراق مقتل قيادي في ميليشيا حزب الله العراقية جراء انفجار عبوة ناسفة بمحافظة بابل مجلس التعاون الخليجي يدعو للتهدئة في الصومال وحل الخلافات بالطرق السلمية إيران تتهم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتسريب تقارير سرية عن نشاطها النووي الشرطة الأفغانية تعلن عن 3 انفجارات منفصلة في العاصمة الأفغانية كابول تخلف 5 قتلى على الأقل وجريحين الخارجية السودانية تعلن أن وزارة الخارجية الإثيوبية أصدرت بيانا مؤسفا يخوّن تاريخ علاقات إثيوبيا بالسودان وينحط فى وصفه للسودان إلى الإهانة التي لا تغتفر السودان يطالب أثيوبيا بالكف عن "ادعاءات لا يسندها حق ولا حقائق" الخارجية السودانية يؤكد أن السودان لا يمكن أن يأتمن إثيوبيا والقوات الأثيوبية على المساعدة فى بسط السلام وتأتي القوات الأثيوبية معتدية عبر الحدود
أخر الأخبار

الديمقراطية الشابة في أفريقيا

الديمقراطية الشابة في أفريقيا

 صوت الإمارات -

الديمقراطية الشابة في أفريقيا

عبد الرحمن شلقم
بقلم - عبد الرحمن شلقم

لم يغب الطموح الديمقراطي في الكثير من الدول الأفريقية، لكن ذلك الطموح لا يزال يواجه تحديات تتحرك في الاتجاه المنشود وأخرى في الاتجاه الآخر. عهد الاستعمار الأوروبي الذي جثم على القارة ردحاً طويلاً من الزمن ترك رواسب طالت الكثير من مفاصل التكوين الثقافي والسياسي بل والاجتماعي. القبيلة مكون له حضور لا يغيب ولا يضمر في أغلب بلدان القارة الأفريقية وله تأثير يمتد إلى كل التكوينات السياسية والاجتماعية. بعض البلدان شهدت محاولات ديمقراطية رائدة بعد حصولها على الاستقلال، ولكن الانقلابات العسكرية هزَّت العديد من دول القارة. لم تسلم بعض البلدان من حالات آيديولوجية رسمت ملامح سياستها وانعكس ذلك على مسار العمل السياسي بها. تجربتان في القارة شكلتا بدايات جادة في كل من السنغال وتنزانيا، مع أن لكل واحدة منها خصوصية تميزها عن الأخرى، مع وجود مشتركات بينهما في بعض الجوانب، وخاصة الاجتماعية والدينية. السنغال يدين غالبية سكانها بالإسلام وللطرق الصوفية حضور كبير ومؤثر. بعد الاستقلال ترأس البلاد رجل مسيحي كاثوليكي مثقف وشاعر ومفكر هو ليبولد سيدار سنغور. لم يُحدث ذلك أي حساسية أو معارضة عند الغالبية الإسلامية، ويرجع ذلك إلى معرفته الواسعة والعميقة بتكوين الشخصية السنغالية. تعامل مع رجال القبائل في الحياة الاجتماعية وتقرب إلى مشايخ الطرق الصوفية وخاصة التيجانية يزورهم ويلبي طلباتهم ويوقرهم في المناسبات العامة والخاصة. عمل على إعداد جيل من الشباب لتولي المسؤولية بعد أن أعطاهم الكثير من وقته لتثقيفهم وتدريبهم وأعطى مساحة واسعة لحرية التعبير بما لا يمس بثوابت المجتمع من تقاليد وموروث اجتماعي. بعد رحيله شهدت البلاد مرحلة حساسة ولكن جرى تجاوزها بسرعة لتبدأ البلاد عصراً من الديمقراطية ترسخت أسسها مع مرور السنوات. تداول على الرئاسة في البلاد شخصيات من المسلمين من دون إثارة حساسية الجماعة المسيحية، فقد ترسخت أسس الدولة والمساواة على قاعدة المواطنة، وبقى سنغور رمزاً وطنياً يجمع أبناء البلاد على الاعتزاز به وبما قدمه للوطن. كان سنغور قامة في الفكر والسياسة، فقد قرر التخلي طوعاً عن كرسي الرئاسة وسلمه لأحد تلامذته وهو عبدو ضيوف الذي رافقه طوال سنوات وجوده على هرم السلطة.
في تنزانيا كان هناك زعيم شارك سنغور في العديد من الصفات والقدرات وأبرزها الثقافة والدهاء السياسي هو جوليوس نيريري. لقد نجح في توحيد إقليمي زنجبار وتنجانيقا وأعطى الكيان الجديد اسم تنزانيا. البلاد الجديدة تضم شعباً به مسلمون ومسيحيون، وشهدت المرحلة التي سبقت التوحيد صراعاً دامياً بين الطرفين. نيريري سهر على إدماج المكونين في الوطن الموحد بالمساواة وإتاحة الفرص للجميع وتكريس مفهوم المواطنة وترسيخ الهوية الوطنية، واستن قاعدة في الحكم تقوم على تداول منصب الرئاسة بين المسلمين والمسيحيين وتحقيق التوازن في المناصب العامة. توافق الاثنان السنغالي سنغور والتنزاني نيريري على شيء لم يكن معتاداً في أفريقيا وهو التخلي عن السلطة طواعية وتسليمها لمن أعدّاهم لذلك. في هذين البلدين لم يجد العسكر فرصة للاستيلاء على السلطة وشق البلدان طريقهما نحو الديمقراطية في مسيرة سلمية هادئة ترسخت مع مرور السنوات. الفكر والوعي والقدرات الزعامية التي امتاز بها الرئيسان المؤسسان هي التي جعلت من هذين البلدين الأفريقيين نموذجاً فريداً وطليعياً بين الدول الأفريقية.
أغلب الدول الأفريقية ضربها مد الانقلابات العسكرية في مرحلة لم تكن قصيرة، وانعكس ذلك على كل نواحي الحياة واستفحل التخلف برؤوسه الثلاثة، الفقر والجهل والمرض رغم الموارد الهائلة التي تمتلكها تلك الدول من الخامات والأراضي الزراعية الخصبة والأنهار ومواسم الأمطار الغزيرة والأيدي العاملة والغابات والثروة الحيوانية المتنوعة. في مطلع تسعينات القرن الماضي بدأ الحلم الديمقراطي يجد له مكاناً تدريجياً في بعض دول القارة. في غانا ونيجيريا وإثيوبيا وليبيريا وجنوب أفريقيا وغيرها تحركت عجلة الديمقراطية وحققت تقدماً وبدأت تترسخ مدعومة بوعي الشعوب التي أرهقتها حقبة الانقلابات العسكرية وما جرته على الشعوب من قمع ومعاناة وعبث بمقدرات الأوطان. شهدت بعض البلدان في القارة حركات مسلحة من أجل إسقاط الأنظمة العسكرية مما كلف ذلك دماء وضحايا ودماراً للكثير من المقدرات مثل ما حدث في إثيوبيا لإسقاط نظام المقدم مانغستو هيلا مريام. وبرغم أن بعض الدول أصدرت دساتير تنص على تحديد ولاية الرئيس بمدتين فقط، إلا أن بعض الرؤساء قاموا بتعديلها من أجل أن يبقوا في الحكم مدة أطول من المنصوص عليها في الدستور، وهذه معركة أخرى لا تزال بعض الشعوب تخوضها سلمياً من أجل كبح نهم بعض الرؤساء الذي لا يضعف في البقاء على كرسي الحكم.
لا شك أن الإرهاب والتطرف في بعض الدول يربكان مسيرة الديمقراطية، وكذلك القلاقل الاجتماعية وهيمنة القبلية على النسيج الاجتماعي، تشكل كلها عوائق أمام تكريس العملية الديمقراطية، ولكن الرفض المتعاظم من طرف الشعوب للديكتاتورية وتأبيد السلطة لأي رئيس، ستجعل من الديمقراطية خياراً تلتف حوله قطاعات واسعة من الناس بعد أن كانت في مراحل مضت هي قضية لا يتعدى الاهتمام بها حلقة النخبة. تنقلت البلدان الأفريقية بين حلقات ساخنة، من الاستقلال والقضاء على التفرقة العنصرية إلى حلقة الانقلابات العسكرية ومنها إلى حلقة الديمقراطية، وهي محطة وصلت إليها بعض الشعوب بينما لا تزال أخرى تكافح لتحقيقها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الديمقراطية الشابة في أفريقيا الديمقراطية الشابة في أفريقيا



GMT 20:50 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

لغة الإنسان

GMT 20:48 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

تجربة البحرين في التعامل مع كورونا... نجاح مبهر

GMT 20:41 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

الأستاذ فوزي والتلميذ بليغ

GMT 20:38 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

خليل حيدر وجريمة النخب العربية!

GMT 20:36 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

الرأي الذي لا تريد سماعه

GMT 12:44 2020 الأربعاء ,10 حزيران / يونيو

عازف غيتار هندي ينشر فيديو لحفلة مع 2 من الببغاوات

GMT 05:37 2016 الأربعاء ,21 كانون الأول / ديسمبر

بيب غوارديولا يسعى إلى ضم قائد "شاختار" الأوكراني

GMT 19:25 2016 الثلاثاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

جيسي عبدو تشارك في مسلسل "فخامة الشك" أمام يورغو شلهوب

GMT 00:22 2019 الأحد ,13 كانون الثاني / يناير

اختيار "ميدان" كأجمل مضامير سباقات الخيول العالمية

GMT 15:27 2018 الأحد ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقع خلّابة ومميزة زوريها في مالطا لشهر العسل

GMT 05:02 2018 الجمعة ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

برنامج أفلام وندوات مهرجان القاهرة السينمائى الخميس

GMT 16:22 2018 الجمعة ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

منتجع "أيلا الجبل الأخضر" في عمان طابع خشبي وأنشطة متكاملة

GMT 00:15 2018 الخميس ,04 تشرين الأول / أكتوبر

علاج مفاجئ للصلع باستخدام مادة لتقليد رائحة خشب الصندل

GMT 03:39 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

آرسين فينغر يضم النني إلى تشكيلة أرسنال أمام سوانزي سيتي

GMT 09:43 2018 السبت ,06 كانون الثاني / يناير

تعرفي على أنواع الماسكرا المختلفة وطرق استخدامها

GMT 14:12 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

فندق مارينا الكويت يستقبل رأس السنة الجديدة بعروض مميزة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
2023 جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates