ما تحتاجه العربية
نتنياهو يجري الاثنين أول نقاش مع القيادات الأمنية حول الموقف من الاتفاق النووي الإيراني "الديري" عصابات من الأجانب بسوق العمل المتحدث باسم وزارة الصحة العراقية يعلن عن وجود إصابات في صفوف الأطفال والشباب بالسلالة المتحورة في العراق مقتل قيادي في ميليشيا حزب الله العراقية جراء انفجار عبوة ناسفة بمحافظة بابل مجلس التعاون الخليجي يدعو للتهدئة في الصومال وحل الخلافات بالطرق السلمية إيران تتهم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتسريب تقارير سرية عن نشاطها النووي الشرطة الأفغانية تعلن عن 3 انفجارات منفصلة في العاصمة الأفغانية كابول تخلف 5 قتلى على الأقل وجريحين الخارجية السودانية تعلن أن وزارة الخارجية الإثيوبية أصدرت بيانا مؤسفا يخوّن تاريخ علاقات إثيوبيا بالسودان وينحط فى وصفه للسودان إلى الإهانة التي لا تغتفر السودان يطالب أثيوبيا بالكف عن "ادعاءات لا يسندها حق ولا حقائق" الخارجية السودانية يؤكد أن السودان لا يمكن أن يأتمن إثيوبيا والقوات الأثيوبية على المساعدة فى بسط السلام وتأتي القوات الأثيوبية معتدية عبر الحدود
أخر الأخبار

ما تحتاجه العربية

ما تحتاجه العربية

 صوت الإمارات -

ما تحتاجه العربية

سوسن الأبطح
بقلم - سوسن الأبطح

لا شكوى من قلة الاهتمام باليوم العالمي للغة العربية، بل على العكس. هناك تنافس في التبجيل والتعبير عن الحب. ونمت في السنوات الأخيرة موجة عاطفية، ولم تبق مؤسسة أو مدرسة أو جامعة إلا وانخرطت في هذا اليوم، استشعاراً من الجميع بأن التقصير بلغ مرحلة الخطر. لكن النتائج باهتة، والمستوى التعليمي ينحدر بسرعة قياسية. وباستثناء بعض المشروعات الرسمية التي تحاول أن ترمم ما فسد، فإن المبادرات حماسية، وتعبر عن حسن نية، أكثر مما بمقدورها أن تنعش حياة في جسد مريض.
وشيء من العلة هو في الاستمرار بتحفيظ قواعد النحو والصرف، كما لُقنّا إياها صغاراً، كوسيلة فضلى لخدمة العربية. وكلما تمادى الضعف، زيدت الجرعات، وأثقل كاهل الطلاب، وتدنى المستوى. ويبقى التلميذ يتعلم من الصفوف الأولى إلى أن يتخرج، الدروس نفسها مكررة وموسعة، وأحياناً مع الأمثلة ذاتها، وينتهي إلى ارتكاب أخطاء مميتة في القواعد والإملاء، ويكتب جملاً ركيكة، بل غير مفهومة، ويستخدم كلمات لا يفقه معناها، ومفاهيم لا يعرف مغزاها، وهذا شائع وكثير.
ما الذي يدور في ذهن طالب جامعي في الأدب العربي، كي يذّكر المؤنث، ويؤنث المذكر، ولا يميز بين التاء المفتوحة والمربوطة، بعد 12 سنة من التعليم. وكيف يمكن له أن يكتب أن «المدونة الإلكترونية ولدت في القرن التاسع عشر»، وآخر يرجعها إلى جان جاك روسو، وغيرهما يرى أنها ولدت مع بداية الحرب العالمية الأولى. هذا ببساطة لأنه لا يعرف عما يتكلم. وستجد من يحدثك عن افتتاح دور السينما ومقاهي الإنترنت في العصر العباسي. أو عن العراق الذي تحده مصر شرقاً واليمن غرباً. وهذا غيض من فيض، ما يمكن أن تقرأه في كراريس الامتحانات الجامعية في الدول العربية. وهؤلاء في النهاية يتخرجون ويصبحون أساتذة، مع أن هذا النوع من الإجابات يقترن بجمل ركيكة، ومفككة.
نظرتنا إلى اللغة مبتورة، نعتقد أنها مجموعة من الرموز والإشارات المرتبط بعضها ببعض بمنطق رياضي يكفي أن نتعلم أصوله ونحفظه. وقليلاً ما ننتبه إلى أن اللغة هي مرآة الفكر، وانعكاس الوعي. وقد تكون اللغة هي الفكر غير منفصلة عنه. وهي نتاج رحلة إنسانية خاضتها الأمة طوال 1500 سنة. وبالتالي تصلنا محملة معانيها وخلفياتها بكل تلك التجارب. وأن أتكلم العربية أو الروسية، معناه أنني أنطق بإرث يتوجب على الأقل أن أكون على دراية مقبولة بماهيته، وأهم محطاته.
وثمة من يميل إلى أن اختلاف اللغة يؤدي إلى اختلاف في نمط التفكير. فعند متحدث اللغة الصينية «الماندراين» مفهوم الوقت مختلف عنه عند متحدث اللغة الإنجليزية. وفي الروسية الأزرق الفاتح أو الغامق لا تستخدم لتعيينهما كلمة واحدة، بل كلمتان متباينتان تماماً، ما يجعل الفرق بينهما أوضح. وحين نتحدث عن «الأدب» بالعربية، ففي الذاكرة الجمعية ثمة مأدبة، وجمع، ومشاركة، بينما «ليترتشر» بالإنجليزية تحيل إلى حروف، وكلمات، وربما جمل. ومع ذلك نستخدمهما كمعنيين متطابقين. ومن لا يرى الخلفيات التي تحيل إليها الكلمات في اللاوعي، ويظن أن الترجمة وحدها تكفي لنقل المعنى، فهو حتماً مخطئ. فكل لغة لها محاملها، ولها وعيها وأبعاد مفاهيمها التي تجعل إنسانها مختلفاً. فحين يشرح أستاذ اللغة العربية لطلابه معنى لفظة «ثقافة»، وجذرها «ثقف» فهو يحيلهم إلى تقويم الاعوجاج، وإصلاح الالتواء، والتدرب على الصقل والنحت. أما في اللغات اللاتينية، فالطالب يعود بذهنه مع كلمة «كالتشر» إلى الزراعة والصبر والحصاد. والعملان المختلفان لا يؤديان في ذهن المتعلم إلى النتيجة ذاتها.
في لبنان، وربما دول عربية أخرى، يتعلم الطلاب المواد العلمية بلغة أجنبية، فهم بالتالي في غربة عن أنفسهم. والجزء الإنساني من المنهاج ليست له كفاءة إيصال المعرفة المطلوبة مترابطة بحيث تشكل رؤية متكاملة وواضحة في ذهن التلميذ. النتيجة أن خط الزمن التاريخي يبقى متشظياً، والطلاب يعانون تشويشاً شديداً في فهم ما حدث، وبالتالي ما يحدث حولهم، فكيف سيكون تعبيرهم عنه.
اللغة ليست مجرد تعبير عما يدور في الذهن بطريقة بسيطة، وهذا ما لا نزال نخفق في تعليمه لتلامذتنا، بل لها وظيفة أهم، هي توليد الأفكار، وذاك هو الهدف الأسمى الذي يتوجب بلوغه. هذا رأي للكاتب الألماني هاينريش فون كلايست، أن اللغة هي بالفعل طريقة لخلق الأفكار عندما تصبح عملية، وليست مجرد مخزون نعيده ونكرره. ففي مراحل متقدمة تصبح لغة الإنسان موازية لقوة الفكر نفسه. وتلك هي لغة الشعراء والأدباء. وهذه القدرة على التفكير من خلال الكلمات هي التي جعلت خطباء عظماء، يقودون التاريخ، للأفضل أو للأسوأ.
لا يزال علماء العربية يتساءلون عن سبب ضمور المحتوى العربي على الإنترنت، الذي كان منذ سنوات لا يتعدى 3 في المائة، وغالبيته على وسائل التواصل، ومعظمه أيضاً يعتمد على القص واللصق لا على التأليف والإبداع. فكيف لك وأنت لا تملك زمام المعنى وأدوات التعبير عنه، أن تصبح مبدعاً. فأمة الـ400 مليون نسمة، ما تكتبه أقرب إلى التكرار، لا إلى الابتكار، ما يجعله غير مغرٍ لقراءته، ولا فتنة فيه لأصحاب اللغات الأخرى لطلبه وترجمته.
تعليم لغة، يوازي التدريب على النظر إلى الحياة وفهمها وإعادة تشكيلها بالكلمات. ولم يخطئ الفيلسوف الفرنسي ميشال سير، حين قال: «أن تفكر هو أن تدخل في سعادة عميقة»، ناصحاً من يحبهم أن يحلّقوا في التفكير ويغوصوا في المعاني، وأن يتجاوزوا باستمرار القمقم الذي حُبسوا فيه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما تحتاجه العربية ما تحتاجه العربية



GMT 20:50 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

لغة الإنسان

GMT 20:48 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

تجربة البحرين في التعامل مع كورونا... نجاح مبهر

GMT 20:41 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

الأستاذ فوزي والتلميذ بليغ

GMT 20:38 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

خليل حيدر وجريمة النخب العربية!

GMT 20:36 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

الرأي الذي لا تريد سماعه

GMT 18:04 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

الحب على موعد مميز معك

GMT 08:05 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 أكتوبر / تشرين الأول لبرج الميزان

GMT 07:22 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 أكتوبر / تشرين الأول لبرج السرطان

GMT 21:01 2020 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الخميس 31 ديسمبر / كانون الاول لبرج الجوزاء

GMT 15:46 2021 الجمعة ,15 كانون الثاني / يناير

فولكس فاغن تستعد لطرح النموذج المعدل من "أطلس"

GMT 01:26 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

طقس البحرين حسن بوجه عام وحار خلال النهار

GMT 21:28 2019 السبت ,27 تموز / يوليو

كيفية دمج الألوان الزاهية بغرفة المعيشة

GMT 13:49 2018 السبت ,30 حزيران / يونيو

"نقشة النمر" تميز أزياء باكو راباني ريزورت 2019‏

GMT 14:20 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

"الوصف 2" يعانق ناموس تحدي الشراعية 22 قدماً
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
2023 جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates