تونس والموقف من التطبيع
نتنياهو يجري الاثنين أول نقاش مع القيادات الأمنية حول الموقف من الاتفاق النووي الإيراني "الديري" عصابات من الأجانب بسوق العمل المتحدث باسم وزارة الصحة العراقية يعلن عن وجود إصابات في صفوف الأطفال والشباب بالسلالة المتحورة في العراق مقتل قيادي في ميليشيا حزب الله العراقية جراء انفجار عبوة ناسفة بمحافظة بابل مجلس التعاون الخليجي يدعو للتهدئة في الصومال وحل الخلافات بالطرق السلمية إيران تتهم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتسريب تقارير سرية عن نشاطها النووي الشرطة الأفغانية تعلن عن 3 انفجارات منفصلة في العاصمة الأفغانية كابول تخلف 5 قتلى على الأقل وجريحين الخارجية السودانية تعلن أن وزارة الخارجية الإثيوبية أصدرت بيانا مؤسفا يخوّن تاريخ علاقات إثيوبيا بالسودان وينحط فى وصفه للسودان إلى الإهانة التي لا تغتفر السودان يطالب أثيوبيا بالكف عن "ادعاءات لا يسندها حق ولا حقائق" الخارجية السودانية يؤكد أن السودان لا يمكن أن يأتمن إثيوبيا والقوات الأثيوبية على المساعدة فى بسط السلام وتأتي القوات الأثيوبية معتدية عبر الحدود
أخر الأخبار

تونس والموقف من التطبيع

تونس والموقف من التطبيع

 صوت الإمارات -

تونس والموقف من التطبيع

آمال موسى
بقلم - د. آمال موسى

لا شك في أن طرح مسألة التطبيع وصولاً إلى تحديد موقف واضح وصريح ومن ثم تبنيه، مع ما يعنيه ذلك من تداعيات الموقف مهما كان في الداخل والخارج، يظل في بلداننا العربية والإسلامية من منظور البعض مسألة ليست بالسهلة، وأقصى الحكمة السياسية الحد من الخسائر مادياً ورمزياً. ولكن مع ذلك فإن مفهوم الصعوبة هذه يختلف من بلد إلى آخر، وهنا تتدخل عوامل عدة لتحديد حجم الصعوبة.
وكي نكون أكثر إيضاحاً، فإن مسألة التطبيع تتحدد بالأساس في جانبه الإعلاني، وأيضاً ما ينطوي عليه من طموح في التوسع في المصالح، واستفادة إسرائيل من إيجابيات العلاقات المعلنة بينها وبين الدول العربية اقتصادياً واتصالياً وحتى على مستوى التنقل. وحالياً نؤكد فوز إسرائيل النوعي من خلال بلوغ مرحلة العلاقات العلانية؛ لأن هناك من الدول العربية ما لديها علاقات محدودة وغير معلنة مع إسرائيل، أي أن إسرائيل في طور المطالبة – إن جاز التعبير - بإشهار الزواج علناً. لذلك فإن مفهوم التطبيع مع إسرائيل اختلف عن معناه في حقبة الستينات والسبعينات؛ إذ المقصود بشكل أساسي هو في هذه الحالة ليس إقامة العلاقات؛ بل إعلانها.
في الأشهر الأخيرة مثَّل موضوع التطبيع مع إسرائيل بنداً أساسياً في الأحداث التي ميزت العام الذي غادرنا. ومنذ أن أعلن المغرب تطبيع علاقاته مع إسرائيل، فإن القلق من المجهول بدأ يدب في المجتمع التونسي. إذ ساد شعور بأن إسرائيل على الأبواب، ولحظة المواجهة الحاسمة لمسألة التطبيع اقتربت أكثر من المتوقع.
هذا الشعور الذي هيمن على الرأي العام التونسي له ما يبرره. فلقد تم تجاوز مرحلة إعلان الموقف الرافض من دون أن يكلف ذلك أي ضغط. بمعنى آخر فإن هذه القضية تضع تونس اليوم على المحك فعلاً لا قولاً.
أولاً، دبلوماسياً، لطالما أعلنت تونس دعمها غير المشروط والمبدئي للقضية الفلسطينية، وهو إعلان حسب تقديرنا لا تتميز فيه تونس وحدها.
ثانياً، مما زاد في شدة هذا الشعور بالقلق أن الرئيس التونسي الحالي ركز في حملته الانتخابية على رفض التطبيع، ولا نبالغ إذا قلنا إن فوزه على منافسه في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية كان مرده إلى حد كبير موقفه من القضية الفلسطينية.
لكن الملاحظ أيضاً أن البيان الصادر عن وزارة الخارجية التونسية اعتمد لغة مختلفة عن لغة الحملة الانتخابية؛ حيث عبَّر البيان عن عدم تدخله في خيارات الدول الأخرى من قضية التطبيع على أساس أنها مسألة سيادية.
ومع ذلك، فالقضية هنا هي: هل تونس قادرة على التشبث بالموقف نفسه فعلاً؟ أم أنها تنتظر مفاوضات تكسب منها صفقة لصالحها؟
يبدو لنا أن الحديث عن صفقة بين إسرائيل وتونس من المسائل الصعبة حالياً، وذلك لحالة الانشقاق السياسي وغياب وحدة وطنية سياسية تجابه بروح واحدة الملفات المصيرية. فالمؤسسات الثلاث الحاكمة؛ الرئاسة والحكومة والبرلمان، في حالة من التقاطع وعدم التناغم، والمشهد السياسي لم يستقر بعد، ومن الصعب رؤيته أنه سيستقر في القريب.
إذن، تونس في لحظة سياسية مشتتة وغير مستقرة، فضلاً عن تأزم اقتصادي متراكم من سنوات، زادته جائحة «كورونا» عمقاً. أي أن الوضع السياسي والاقتصادي يجعلان منها حالياً دولة ضعيفة. والصفقة الوحيدة الممكن القيام بها إذا ما تم تبني الواقعية السياسية، فهي تقديم إسرائيل وحلفائها الكبار الأقوياء في العالم لتونس امتيازات مالية، وإسقاط ديونها المتراكمة، وغير ذلك، مع العلم أن تشتت العقل السياسي التونسي حالياً، كما يراه المراقبون، لا يسمح برفض التطبيع ولا بقبوله.
من ناحية أخرى، من المهم الإشارة إلى أن المغرب أعلن التطبيع على أثر إعلان الولايات المتحدة اعترافها بسيادة المغرب على الصحراء الغربية، وهي قضية وطنية في المغرب وغير قابلة للنقاش، ناهيك عن كونها سبب خلاف بين المغرب والجزائر.
ماذا يعني التوقف عند الخلاف المغربي الجزائري في هذا السياق؟
يعني بكل بساطة أنه إضافة إلى التوجه التونسي العام إزاء التطبيع، فإن الانحراف عن موقف الجزائر غير وارد؛ لأن العلاقات بين تونس والجزائر انبنت على التواصل العضوي الدائم. تونس تحتاج إلى الجزائر، وإلى دعمها، وتحتاجها أكثر في مسألة الإرهاب، إذ تستمد قوتها من الدعم المخابراتي الجزائري. لذلك فإن التطبيع في حالتنا هذه قد يكلف تونس.
إن التطبيع يمر وجوباً بالجزائر، ولكن إسرائيل اختارت مرحلياً المغرب؛ لأنه كان لا بد من الجزائر أولاً أو المغرب أولاً، وبحكم اعتبارات عدة كان المغرب هو البداية.
وهنا نتساءل: هل التطبيع في المغرب العربي قدَر؟ وكم سيمنح القدَر تونس من الوقت أكثر؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تونس والموقف من التطبيع تونس والموقف من التطبيع



GMT 20:50 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

لغة الإنسان

GMT 20:48 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

تجربة البحرين في التعامل مع كورونا... نجاح مبهر

GMT 20:41 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

الأستاذ فوزي والتلميذ بليغ

GMT 20:38 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

خليل حيدر وجريمة النخب العربية!

GMT 20:36 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

الرأي الذي لا تريد سماعه

GMT 12:44 2020 الأربعاء ,10 حزيران / يونيو

عازف غيتار هندي ينشر فيديو لحفلة مع 2 من الببغاوات

GMT 05:37 2016 الأربعاء ,21 كانون الأول / ديسمبر

بيب غوارديولا يسعى إلى ضم قائد "شاختار" الأوكراني

GMT 19:25 2016 الثلاثاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

جيسي عبدو تشارك في مسلسل "فخامة الشك" أمام يورغو شلهوب

GMT 00:22 2019 الأحد ,13 كانون الثاني / يناير

اختيار "ميدان" كأجمل مضامير سباقات الخيول العالمية

GMT 15:27 2018 الأحد ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقع خلّابة ومميزة زوريها في مالطا لشهر العسل

GMT 05:02 2018 الجمعة ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

برنامج أفلام وندوات مهرجان القاهرة السينمائى الخميس

GMT 16:22 2018 الجمعة ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

منتجع "أيلا الجبل الأخضر" في عمان طابع خشبي وأنشطة متكاملة

GMT 00:15 2018 الخميس ,04 تشرين الأول / أكتوبر

علاج مفاجئ للصلع باستخدام مادة لتقليد رائحة خشب الصندل

GMT 03:39 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

آرسين فينغر يضم النني إلى تشكيلة أرسنال أمام سوانزي سيتي

GMT 09:43 2018 السبت ,06 كانون الثاني / يناير

تعرفي على أنواع الماسكرا المختلفة وطرق استخدامها

GMT 14:12 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

فندق مارينا الكويت يستقبل رأس السنة الجديدة بعروض مميزة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
2023 جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates