بقلم : عادل عيسى المرزوق
هي فكرة موفقة وجهد مميز من جانب مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية “دراسات”، في إصداره الجديد وهو كتاب “أول الرؤى سلمان”، والذي تلقى نائب جلالة الملك ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة نسخة من رئيس مجلس أمناء المركز الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة، ذلك لأن بلادنا الغالية وهي تشهد مراحل تدون في تاريخها الحديث في إطار المشروع الإصلاحي لجلالة العاهل، تستحق جهود التوثيق كما هو كتاب “أول الرؤى سلمان” بتضمين المحطات والمنجزات التي تحققت بفضل رؤى وإسهامات ومبادرات وبرامج وطنية “هندسها” في الحقيقة صاحب السمو الملكي نائب جلالة الملك ولي العهد، وهي بالفعل كما وردت في التغطية الصحفية لللقاء “ترجمةً للنهج الذي أرساه عاهل البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة من أجل ازدهار ونماء المواطن عبر الاستثمار فيه كونه محور النهضة والتنمية”. (انتهى الاقتباس).
وفي الواقع، شعرت بالسرور والغبطة كوني مواطنًا يهتم بحركة التأليف والتوثيق والكتابة، وأسعدني هذا الإصدار وفكرته، فمنذ العهد الإصلاحي الرائد لجلالة العاهل، شهدت حركة التأليف والنشر نشاطًا غير مسبوق، وقد أشار مدير إدارة وسائل الإعلام بوزارة شؤون الإعلام يوسف محمد إسماعيل في ندوة صحيفة البلاد بمناسبة ذكرى الميثاق أن هناك 7 آلاف عنوان لمؤلفين بحرينيين خلال العقدين الماضيين، وتحضرني مقولة هي بمثابة التوجيه للمغفور له بإذن الله تعالى فقيد الوطن الراحل الكبير سمو الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه، حين أصدرت كتاب “خليفة بن سلمان.. مجد الوطن”، بأن يبادر أهل الفكر والثقافة والقلم من أبناء البحرين لتوثيق ما تشهده مملكة البحرين من مراحل تقدم مهمة في إصداراتهم ونقلها إلى الأجيال، باعتبار هذا العمل الفكري والوطني هو ركيزة ازدهار تثري المكتبة البحرينية بمؤلفات أبنائها.
وركيزة الازدهار هذه أشار إليها سمو نائب جلالة الملك ولي العهد بالقول “إن الرؤى والإنجازات ما كانت لتتحقق على أرض الواقع لولا طموح الكوادر الوطنية التي نفذت الخطط والمبادرات بإتقان وحب للوطن. منوهًا سموه بأهمية الاستمرار في البناء والعمل من أجل تحقيق التنمية المستدامة بما يعود بالخير والنماء على الجميع”.(انتهى الاقتباس).
وبلا شك، فإن مركز دراسات والقائمين عليه يستحقون الثناء والإشادة بجهودهم البحثية والعلمية، وكلنا تفاؤل بالمزيد من الإصدارات المهمة، أقول ذلك كون تجربة في مجال التأليف، والتي بدأتها في العام 2002 بإصدار كتاب “تاريخ المجالس البلدية في البحرين”، له ثماره حتى اليوم حيث يتم تدريس محتوى ذلك الكتاب في منهج “المواطنة”، ولي كل الشرف والاعتزاز بالعمل في الوقت الحالي على إعداد رصد للمحطات والمراحل التي عاشتها بلادنا الغالية منذ تولي جلالة العاهل حفظه الله مقاليد الحكم، والإنجازات التي تحققت في إطار المشروع الإصلاحي الكبير لتصدر في كتاب يحمل عنوان: “عقدان زاهران”، وهذا من منطلق المبدأ الذي يؤمن به كل بحريني بأن يساهم الكل في مجاله لخدمة الوطن، ودور التأليف والنشر مهم بلا ريب وهذا ما نتمناه من أصحاب القلم من الكتاب والأدباء الذين قدموا ولا يزالون يقدمون عصارة فكرهم وتجاربهم ومؤلفاتهم على اختلاف مصنفاتها، فالرؤى التي يطرحها أهل الفكر من أبناء البلد هي بالفعل، ركيزة مهمة من ركائز الازدهار والتقدم والنهضة.