بقلم - عادل عيسى المرزوق
كثيرة هي الخطط والبرامج الاستراتيجية التي وضعتها الدولة نصب أعينها من أجل تلبية وتحقيق طموحات المواطنين، وليس غريبًا أن هذا الاهتمام الكبير من جانب قيادتنا، فملك البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، يؤكد دائمًا على أهمية تعزيز مسيرة التنمية والبناء التي تصب في صالح الوطن والمواطن، وكذلك على صعيد تعزيز مكانة مملكة البحرين المتميزة في تكامل الخدمات وتوفير البيئة المناسبة للاستثمار التي تسهم في خلق الفرص النوعية للمواطنين، وترسيخ قواعد الدولة المدنية القائمة على العدالة والمساواة وحماية الحقوق والحريات واحترام القانون.
المواطن، كما هي مكانته لدى قيادتنا الحكيمة، هو محور التنمية وأساسها، وأن كل جهد وإسهام من المواطن في رفعة الوطن دعما للمسيرة التنموية الشاملة هو جهد مقدر ومصدر فخر واعتزاز للجميع نحو توفير المزيد من الحياة الكريمة للمواطنين والحرص على استدامة توفير الخدمات المتكاملة والتوظيف الأمثل للموارد الوطنية مع مراعاة المحافظة على حقوق ومكتسبات المواطنين.
ولو عدنا إلى ظروف العام الماضي 2020، فبالإمكان أن نعود أيضًا إلى ما أكد عليه جلالة العاهل، من أن مملكة البحرين حكومة وشعبًا واجهت بعزيمة وبإرادة وثبات تحديات الظروف القاسية التي فرضتها هذه الجائحة العالمية، وحرصت على التخفيف من حدة وطأتها بتوحيد الجهود الوطنية لمواجهة انعكاساتها على المستوى المحلي بما يراعي ويحافظ على صحة وسلامة المواطنين والمقيمين بالتوازي مع العمل على استمرار عجلة الازدهار والتقدم تحقيقاً لمساعي التنمية المستدامة لصالح المواطنين وذلك بإطلاقنا البرامج والمبادرات التي تضمنتها الحزمة المالية والاقتصادية، ورسمت البحرين في إدارتها لأزمة جائحة الكورونا قصة نجاح لفتت انتباه العالم في التكيف والتحكم في تحديات الظروف الاستثنائية التي فرضتها الجائحة دون مصاعب تذكر ودون فرض قيود على حرية الانتقال أو اللجوء إلى عزل أو إغلاق مناطق حتى هذه اللحظة.
ومن الأهمية بمكان، أن أشير إلى ما يمثله اللقاء الذي التقى فيه ولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة برئيسة مجلس النواب فوزية عبدالله زينل، وفيه أكد سموه أهمية مواصلة البناء على ما تحقق في ظل المسيرة التنموية الشاملة لصاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة من خلال تعزيز مسارات العمل المشترك بين السلطتين التنفيذية والتشريعية ارتكازًا على أن المواطن هو دومًا هدفٌ للتنمية وغايةٌ لها وإليه توجه كافة الخطط والبرامج والمشاريع الحكومية، والسعي لتحقيق تطلعات الوطن والمواطنين سنواصل مسيرة العمل الوطني بثوابتها وأولوياتها التي تتطلب عزمًا متجددًا وهمةً عالية لا تثنيها التحديات، فعزيمة فريق البحرين بروحٍ واحدة مستمرة حتى نبلغ الغايات بما يصب في مصلحة الجميع.
وبلا ريب، نستذكر في هذا المقام الذكر المعطر للمغفور له بإذن الله تعالى صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، طيب الله ثراه وجعل الجنة مثواه، في مسيرة سموه لتحقيق تطلعات المواطنين، فكان رحمه الله يؤكد على أن جميع مناطق المملكة تشهد نهضة عمرانية وتطويرية في شتى المجالات الصحية والتعليمية والإسكانية والطرق والبنية التحتية وغيرها، فمسيرة التنمية التي يقودها صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، لا حدود لها، وغايتها أن ينعم شعب البحرين بأعلى مستويات الرفاهية والرخاء، ولقد تم إنجاز العديد من المكتسبات، ولا يزال العمل متواصلًا بكل عزم وإرادة من أجل حاضر ومستقبل أكثر نماء وازدهارًا، وأهم ما تُركز عليه الحكومة في خططها واستراتيجياتها هو العمل بوتيرة أسرع لتنفيذ المشروعات بمختلف المناطق وبمستويات من الجودة تضمن توفير أرقى الخدمات للمواطنين، وما نقوم به من أجل الوطن وشعبه واجب علينا، وسقف طموحنا لا يقف عند حدود، وغايتنا أن نصل بالوطن إلى أعلى درجات التقدم والنماء، وإننا على ثقة في أن ذلك سوف يتحقق، لأن لدينا ـ ولله الحمد ـ شعب يمتلك وعيًا وإحساسًا كبيرًا بالمسئولية تجاه الوطن.