بقلم - عادل عيسى المرزوق
تبلورت حياة الرمز العظيم “رجل السلام” عاهل البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة منذ ولادته المباركة في 28 من يناير 1950 م بنمط تربوي وفكري وعلمي ورجولي وإنساني مميز، استمده بإخلاص من والده المغفور له بإذن الله الشيخ عيسى بن سلمان رحمه الله وازداد قوة وثباتًا بقوة الضمير الذي أحياه المغفور له بإذن الله صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان رحمه الله، حتى أصبح نموذجًا ونهجًا متكاملاً يمثل فيه النجاح قاعدة ومدرسة تنموية يُسْتسقى منها معين التغيير والتطوير المستمر، وهذه القاعدة المتماسكة تملك الكثير من الإشعاعات الفكرية التي يمثل فيها العقل الإنساني لجلالته محورًا ترتكز عليه عجلة التطوير والتغيير، وتستمد منه القيادات التنفيذية وحركة النماء والازدهار في وطن النجاح ما تستطيع أن تقاوم به وتستمر بقوة لتخطي التحديات والصعوبات، فأي قاعدة تنموية مرتبطة بالعقل والضمير الإنساني؛ هي قاعدة متماسكة قوية ومتينة ورزينة ذات جذور عميقة وراسخة لا تتأثر بالتغيرات في زمن التحديات، ولها القدرة على التكيف الحكيم ومقارعة الترددات والتذبذبات العالمية في عالم مليء بالقضايا السياسية الشائكة والارتدادات الاقتصادية الحالكة.
فالقاعدة التنموية التي ترتكز عليها مسيرة حياة جلالة الملك هي كشجرة مثمرة جذورها في الأرض وأغصانها ممتدة في عنان السماء، تبدأ بقطبية السلام كحافظة صلبة تنمو فيها بذور المحبة وتُسْقى حتى تنمو لتتكون شجرة مثمرة ناضجة بقطبية النجاح ذات قدرة حكيمة على التكيف والتحمل والمواجهة للظروف، وتتخلل مسيرة النماء للشجرة قبل الإثمار الكثير من الأقطاب المرتبطة ببعض والمعتمدة على بعض، فالنجاح أسرة ومجتمع ودولة وعالم في حاجة لرجل سلام ينهض بديمومة النجاح.
وهذا العالم في حاجة ماسة ليوم عالمي للنجاح مرتبط ارتباطًا وثيقًا وعميقًا بقطب السلام لرجل السلام جلالة الملك المفدى صاحب القلب المحب لشعبه ووطنه وللعالم واستقراره، فالاستقرار في مفهوم القاعدة التنموية هو قطب لاحق وتابع ونتيجة حتمية للسلام بعد ترسيخ الحقوق، يتغذى على القطبية الروحية لمحبة السلام ليرتقي لمرتبة الإيمان ثم المودة ذات القطب الروحي العميق في النفس الإنسانية. وأقطاب القاعدة التنموية ذات مراحل متعددة وكل مرحلة تملك أقطاب مرتبطة ببعضها ومنها تابعة كرغد العيش وجودة الحياة والمبادرة، وبتكامل المرحلة بأقطابها ترتفع وتنتقل القاعدة التنموية لمرحلة أعلى تتركز فيها قطبية العدل والتعليم والإبداع كضرورة للوصول لقطبية النجاح الشاملة التكاملية عبر المرور بسرعة من خلال مرحلة تنموية منتجة ملموسة يمثل فيها التطور والابتكار السر الخفي الذي يتعلق فيهما قطب النجاح.
وقطب النجاح في عصر الثورة الصناعية الرابعة المسماة بالثورة الرقمية، هو قطب حيوي متحول بما تقتضيه التحولات المتسارعة التي يشهدها العالم من تحديات ومنافسة شرسة نحو السبق في الابتكارات التي هي أساس الاقتصاد في هذا العصر، لذلك من يملك قطب نجاح حيويًّا كما يملكه جلالة الملك المفدى سيملك تمددًا واستقرارًا يحمله قطب سلام من رجل سلام يوازن ويقوّي ويؤصّل ارتباطات الأقطاب ببعضها جميعًا في القاعدة التنموية حتى تتحقق الديمومة التطويرية التي تواكب التغيير السريع في عالم رقمي سريع.