بقلم - عبدالعزيز الجودر
“أسنين وبنين” وأهل المحرق يطالبون بإنشاء سوق شعبية لهذه المدينة العريقة التي تعد أم الأسواق الشعبية القديمة ليس في البحرين فقط بل في أغلب دول العالم، وتناولنا هذا في عدة مقالات لأهمية وجود مثل هذه الأسواق الشعبية الجميلة التي تستهوي قطاعا عريضا من أهل البحرين جميعا، فهي أسواق للتبضع والترفيه والفرجة والتسلية وقضاء الأوقات السعيدة مع الأصدقاء والمعارف، خصوصا بالنسبة لكبار المواطنين والمتقاعدين.
حقيقة لا نعلم ما الذي يمنع من إقامة مثل هذه السوق في هذه المحافظة التي تتميز عن غيرها من المحافظات الأخرى ومنذ القدم بأسواقها الشعبية المختلفة التي انتهت برحيل كل من كان له دور فيها سواء من الملاك أو أصحاب العمارات والدكاكين التجارية التي كانت لها شهرتها الكبيرة وسمعتها الطيبة داخل البحرين وخارجها، ولاحظنا ذلك أيام ما كنا صغارا، فكانت هناك أفواج من الأجانب من أنحاء العالم يقصدون تلك الأسواق الشعبية المفتوحة في الهواء الطلق منها سوق القيصرية الذي يجري العمل فيه على قدم وساق، وبدورنا نشكر هيئة الثقافة والآثارعلى ما تقوم به لعودة هذا السوق التاريخي الذي تعود إقامته إلى العام 1810م بالصورة المطلوبة، وهناك سوق التجار وسوق التمر وسوق الخارو وسوق الطيارة وسوق محيش وغيرها من الأسواق، حيث كان الأجانب يلتقطون الصور والأفلام التذكارية والتاريخية وقتها في حقبة الخمسينات من القرن الماضي، ما يؤكد أن الأسواق الشعبية المرتبطة بعمق الماضي بدورها تعكس تجارة وثقافة وتراث أهل البحرين عموما وأهل المحرق خصوصا، ويرجع ذلك إلى التنوع في الثقافات والجنسيات والأديان التي توافدت وعاشت على الأرض البحرينية منذ القدم، وفوق ذلك تسامح وتعايش وطيبة شعب البحرين ومحبتهم لجميع شعوب العالم، كل ذلك عزز ورسخ حزمة من العلاقات والصداقات والقبول للآخر. وعساكم عالقوة.