بقلم - بثينة خليفة قاسم
رغم أن لقاحات ثلاثة نجحت وبدأ استخدامها في الكثير من دول العالم، وهي لقاح سينوفارم ولقاح فايزر ولقاح جامعة أكسفورد، إلا أن تفشي الفيروس أصبح أكثر، والوفيات أصبحت أكثر من الموجة الأولى التي كان العالم يفتقر خلالها إلى الخبرة وبروتوكولات علاج مناسبة للتعامل مع المصابين. اليوم وجد بدل اللقاح ثلاثة لقاحات وأصبحت الشعوب المختلفة أكثر وعيا بسبل الوقاية، وأصبحت الأطقم الطبية أكثر تدريبا وأكثر قدرة على توقع تطور الحالات، ومع ذلك فالموجة الثانية من كورونا أشد خطورة.
أثناء كتابة هذا الأسطر، أعلن وزير بريطاني من القائمين على أزمة كورونا في المملكة المتحدة أنه يتوقع وفق تطور الأرقام الحالية أن تصل الإصابات إلى ٢٥٠ ألف إصابة في اليوم الواحد وهو رقم مرعب، ويمكننا أن نأخذ في الاعتبار القدرات الكبيرة لبريطانيا في الفحص، والتي تؤدي إلى زيادة الأرقام بهذا الشكل المخيف، لكن الأهم من الإصابات هو رقم الوفيات الذي أعلن عنه بالفعل قبل كتابة هذه الأسطر، وهو ما يقرب ١٦٠٠ وفاة وهو رقم لم يحدث خلال الموجة الأولى من كورونا.
وتابعنا في الأخبار تصريحات رسمية من الحكومة البريطانية بأن بريطانيا وصلت إلى أسوأ وضع ممكن خلال هذه الجائحة منذ بدايتها، وأن الحكومة ستطبق خلال وقت قريب إجراءات غلق أشد صرامة من الإجراءات الحالية، رغم أن الإجراءات الحالية تشمل البقاء بالمنزل وغلق المدارس والجامعات والمحلات غير الضرورية.
الذي نريد أن نقوله بعد هذا العرض هو أن الشيء الوحيد الذي ثبتت فعاليته في محاربة هذه الجائحة الخطيرة بشكل أهم من اللقاح نفسه هو قواعد التباعد الاجتماعي والنظافة الشخصية، لأن اللقاح كما هو واضح وفي ظل الإمكانيات الحالية للدول الكبيرة نفسها لن يؤتي ثماره إلا بعد عام من الآن، وبالتالي ليس أمامنا سوى أن نلتزم إذا أردنا أن نتفادى ما عانت منه مثل هذه الدول.