بقلم - بثينة خليفة قاسم
غدا سيكون يوما جميلا” عبارة سيتذكرها طويلا الشعب البريطاني، وهي عبارة تكررت كثيرا خلال الأيام الماضية على ألسنة الرجال والنساء والشباب البريطاني وترددت في مجلس الوزراء وفي مجلس العموم وفي مجلس اللوردات وعلى لسان رئيس الوزراء وعلى لسان الملكة إليزابيث الثانية ملكة بريطانيا، واحتلت عناوين الصحف الكبرى، فما هي قصة هذه العبارة ولماذا سيتذكرها البريطانيون طويلا؟ ولماذا سترتبط هذه العبارة بمحنة كورونا التي أوجعت بريطانيا أكثر من غيرها؟
هذه العبارة قالها رجل عمره مئة عام عندما كانت محنة كورونا على أشدها وكانت بريطانيا تودع كل يوم ألفا أو يزيد من الضحايا، وسط كل هذا الخوف وهذا البلاء الذي حير العلماء، وجه هذا الرجل المئوي عبارته هذه للشعب البريطاني “غدا سيكون يوما جميلا”.
ولم يتوقف الرجل ذو المئة عام عند حد الكلام، لكنه قام بجمع تبرعات بمبلغ ٣٣ مليون جنيه استرليني وقدمها لوزارة الصحة البريطانية لتستخدمها في التصدي لفيروس كورونا، وهو مبلغ كبير وكاف لدعم الوزارة بشكل مؤثر في مواجهة هذه الجائحة، إنه الكابتن أو السير توم مور، الضابط البريطاني المتقاعد منذ ٤٠ عاما والذي أصر أن يبقى مدافعا عن شعبه حتى بلغ المئة، منحته الملكة إليزابيث لقب فارس قبل أن يتوفى منذ أيام بعد أن أصيب مؤخرا بفيروس كورونا.
العجيب أن الكابتن توم مور لم يحصل على لقاح فيروس كورونا مثل ١١ مليون بريطاني تم تطعيمهم حتى الآن والسبب أنه كان مصابا بمرض صدري يمنعه من تعاطي اللقاح.
الشعب البريطاني بأكمله بكى الكابتن توم وقام بتخصيص وقت لأداء التحية بالتصفيق الجماعي له وقام الأطفال بوضع الورود على قبره، فيا له من رجل، ويا له من شعب، ويا لها من كلمة رفعت معنويات الشعب البريطاني في مواجهة الوباء اللعين. غدا سيكون يوما جميلا.