بقلم - حسين داعي الإسلام
دائمًا ما تثار نظرية ضرورة مشاركة دول المنطقة في الاتفاق النووي المقبل وأن تؤخذ وجهات نظرها بعين الاعتبار، حيث كتبت صحيفة واشنطن بوست “يجب أن تسعى دبلوماسيتنا إلى تحقيق الاستقرار في المنطقة بأكملها بدءًا من لبنان وصولًا إلى اليمن، ويجب ألا تنحصر في مجرد العودة إلى الملف النووي الإيراني”.
إن بايدن يتعامل في إيران بشكل رسمي مع حكومة ليست لها سلطة في مفاوضات الاتفاق النووي والكلمة الأولى والأخيرة لخامنئي، وقد صرح خامنئي مرارًا وتكرارًا أنه يرغب في العودة إلى الاتفاق النووي ورفع العقوبات، بيد أنه ليس لديه استعداد على الإطلاق للخضوع لمطالب جديدة من جانب الدول المفاوضة، نظرًا لأنه يعتبر أن هذا النوع من التفاوض يعد استسلامًا، والاستسلام يعني تدهور نظام الملالي بلا نهاية حتى الإطاحة.
وتحت وطأة هذه الظروف يعاني نظام الملالي من ضعف غير مسبوق ويمكن لبايدن الحصول على أكبر قدر من الامتيازات من هذا النظام الفاشي، وإذا لم يحدث ذلك يجب على بايدن أن يدفع ثمنًا باهظًا على حسابه وحساب بلاده، وهو أمر لا يوجد سبب له في الأساس، بمعنى أن عودة بايدن للاتفاق النووي دون الحصول على تنازلات يحددها هو ستكلفه غاليًا، لأن ترامب كان يتحرك في اتجاه إرادة الشعب والممثلين الأميركيين، وكانت مهمته بسيطة وحظيت باستحسان الجميع، بيد أنه يجب على بايدن أن يسبح ضد التيار.
ويواجه بايدن صراعاته الخاصة، ولاسيما في السنة الأولى من حكمه، ومن غير الممكن أن تكون العودة إلى المفاوضات الحافلة بالتوتر والاستفزازات مع نظام لا يرغب في تقديم أية تنازلات على أرض الواقع؛ ضمن أولويات بايدن، حيث كتبت مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات “لا داعي للقول إن أزمة مرهقة تتعلق بالبرنامج النووي الإيراني لا مكان لها في جدول أعمال بايدن في وقت يصارع فيه الشعب الأميركي تحديات مروعة بدءًا بالاعتلالات المتبقية بسبب مرض كوفيد - 19 وصولًا إلى عدم المساواة العرقية والتغييرات المناخية والمنافسة مع الصين”.
إن بايدن بعد 4 سنوات من عهد ترامب لا يمكنه على الإطلاق سواء شاء أم أبى أن يكون أوباما سواء بالنسبة لأميركا أو أوروبا أو الصين أو روسيا، وتحديدًا بالنسبة لنظام الملالي، فهو ليس مساعدًا لأوباما ففي السنوات الأربع الماضية تغيرت العديد من المعايير وأصبحت العديد من الحقائق حول أداء وطبيعة نظام الملالي واضحة كالشمس بالنسبة للغرب. “مجاهدين”.