تركيا 2050 بين الحقيقة والأوهام
نتنياهو يجري الاثنين أول نقاش مع القيادات الأمنية حول الموقف من الاتفاق النووي الإيراني "الديري" عصابات من الأجانب بسوق العمل المتحدث باسم وزارة الصحة العراقية يعلن عن وجود إصابات في صفوف الأطفال والشباب بالسلالة المتحورة في العراق مقتل قيادي في ميليشيا حزب الله العراقية جراء انفجار عبوة ناسفة بمحافظة بابل مجلس التعاون الخليجي يدعو للتهدئة في الصومال وحل الخلافات بالطرق السلمية إيران تتهم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتسريب تقارير سرية عن نشاطها النووي الشرطة الأفغانية تعلن عن 3 انفجارات منفصلة في العاصمة الأفغانية كابول تخلف 5 قتلى على الأقل وجريحين الخارجية السودانية تعلن أن وزارة الخارجية الإثيوبية أصدرت بيانا مؤسفا يخوّن تاريخ علاقات إثيوبيا بالسودان وينحط فى وصفه للسودان إلى الإهانة التي لا تغتفر السودان يطالب أثيوبيا بالكف عن "ادعاءات لا يسندها حق ولا حقائق" الخارجية السودانية يؤكد أن السودان لا يمكن أن يأتمن إثيوبيا والقوات الأثيوبية على المساعدة فى بسط السلام وتأتي القوات الأثيوبية معتدية عبر الحدود
أخر الأخبار

تركيا 2050.. بين الحقيقة والأوهام

تركيا 2050.. بين الحقيقة والأوهام

 صوت الإمارات -

تركيا 2050 بين الحقيقة والأوهام

عماد الدين حسين
بقلم: عماد الدين حسين

ما هى حقيقة خريطة النفوذ التركى عام ٢٠٥٠، وهل تعبّر فعلا عن أحلام الرئيس التركى رجب طيب أردوغان وأنصاره فى تركيا والمنطقة، أم مجرد تكهنات بحثية أو استخبارية أمريكية، لا تمانع فى عودة الخلافة العثمانية بشكلها القديم، لكن فى صورة حديثة، والسؤال الأخير: من يا ترى المستفيد الآن من إعادة الروح لهذه الخريطة المعلن عنها قبل ١٢ سنة؟!
فى عام ٢٠٠٩ أصدر الكاتب والباحث الأمريكى جورج فريدمان كتابا عنوانه: «الـ ١٠٠ سنة القادمة.. التوقعات للقرن الـ ٢١»، والكتاب كما يبدو من عنوانه يتضمن توقعات للأوضاع الاستراتيجية والجيوسياسية فى العالم، خلال القرن الذى نعيشه، وإمكانية تغير مراكز القوى.
وبشأن هذه الخريطة فإن الباحث الأمريكى توقع أن يتوسع النفوذ التركى ليشمل مناطق كثيرة تبدأ من جوار تركيا المباشر فى شرق المتوسط مثل اليونان وقبرص ثم ليبيا فى شمال إفريقيا، مرورا بمصر ومنطقة الشرق الأوسط خصوصا العراق وسوريا ولبنان والأردن، ومعها منطقة الجزيرة العربية أى كل الخليج العربى واليمن، ثم يمتد هذا النفوذ إلى آسيا الوسطى، شاملا أرمينيا وأذربيجان وتركمستان وكازاخستان ومعظم مناطق بحر قزوين، وصولا إلى جورجيا والقوقاز، وأقاليم كثيرة جنوب روسيا وجزيرة القرم وشرق أوكرانيا.
هذه الخريطة ظلت حبيسة رفوف مكتبات الباحثين، لكن قناة تركية قررت عرضها قبل أيام، فدبت فيها الروح وأثارت الكثير من الجدل والتفاعل.
أنصار أردوغان خصوصا على السوشيال ميديا، احتفوا بها، واعتبروها بشارة لما يتمنونه، خصوصا أنها تشبه إلى حد كبير خريطة الخلافة أو الدولة أو الإمبراطورية العثمانية، التى أسسها عثمان الأول بن أرطغرل، واستمرت قائمة حوالى 600 سنة، من 27 يوليو 1299م حتى ألغاها مصطفى كمال أتاتورك 29 أكتوبر 1923.
لكن الملف لنظر كثيرين أن الخريطة خلت تماما من إيران وإسرائيل.
والملاحظة المهمة أيضا هى أن مثل هذه النوعية من الكتب صدرت قبل ذلك وتصدر كل فترة عن توقعات تغير موازين القوى وصعود دول وهبوط أخرى.
لكن الملفت فى هذا الكتاب تحديدا أنه صادر عن مؤسس مركز الدراسات الاستراتيجية والأمنية الأمريكى «ستراتفور».
هذا المركز تعتبره بعض وسائل الإعلام الأمريكية والغربية، هو المركز الظل للمخابرات المركزية الأمريكية «CIA».
صحيح أنه مركز خاص، لكنه يعتبر أهم مؤسسة تعنى بقطاع الاستخبارات، ولا يخفى طبيعة عمله الاستخبارى. وكما تقول صحيفة «زمان» التركية فإن هذا المركز يجسد أحد أبرز وجوه خصخصة القطاعات الحكومية الأمريكية. ثم إن غالبية العاملين والباحثين فيه، موظفون سابقون فى أجهزة الاستخبارات الأمريكية. وفى تسريبات موقع «ويكليكس»كان هناك نصيب كبير لوثائق ومعلومات صادرة من هذا المركز.
من حق أى باحث، وكاتب أن يصدر ما يشاء من الكتب، ويتوقع ما يشاء من التحليلات، ومن حق أردوغان وأنصاره أن يحلموا بأن يسيطروا على كل العالم القديم منه والجديد، ومن حق الآخرين أن يختلفوا مع توقعات الكتاب، بل وربما يتوقعون عكسها تماما، لكن ظنى أن إعادة الروح لمثل هذه الخريطة، أو حتى الحديث عن «الوطن الأزرق» بالمفهوم القومى، قد يؤدى إلى عكس تمنيات أردوغان تماما.
ومفهوم «الوطن الأزرق» لدى القوميين الأتراك أن بلادهم تمتلك 462 ألف كيلومتر من العمق البحرى فى مياه شرق المتوسط وبحر إيجة والبحر الأسود، وقد سلبت هذه المياه الوافرة بالثروات ومصادر الطاقة من الخارطة التركية بفعل المؤامرات التى حاكتها القوى الإمبريالية فى غرب أوروبا ضد أنقرة فى أعقاب الحرب العالمية الأولى.
أحد التقديرات أن مثل هذه الخريطة الأخيرة، مع السياسات التى يتبعها أردوغان فى المنطقة، قد تؤدى إلى استنفار الجميع ضد أحلام أو أوهام أردوغان، خصوصا أن أوروبا بدأت بالفعل تتحدث بصوت مرتفع عن خطورة الظاهرة الأردوغانية، وما كان همسا صار صاخبا، وسمعنا للمرة الأولى عن عقوبات أوروبية ضد أردوغان، بعد أن كان الأخير يحلم بالانضمام للاتحاد الأوروبى.
تقديرى أن مجمل سياسات أردوغان، خصوصا المتعلقة بدعمه لقوى التطرف والعنف والإرهاب فى المنطقة، جعلت العديد من بلدان وشعوب المنطقة تتذكر السياسات العثمانية التى أدت إلى إفقار واستنزاف المنطقة العربية، فى حين أن قلة كانت تراها مجسدة للخلافة الإسلامية.
ظنى أن نشر هذه الخريطة فى هذا التوقيت، وإذا كان يحاول معرفة ردود الأفعال عليها، ومدى إمكانية تطبيقها، فهو ربما يحاول أيضا لفت الانتباه لمقاومتها وإفشالها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تركيا 2050 بين الحقيقة والأوهام تركيا 2050 بين الحقيقة والأوهام



GMT 20:50 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

لغة الإنسان

GMT 20:48 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

تجربة البحرين في التعامل مع كورونا... نجاح مبهر

GMT 20:41 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

الأستاذ فوزي والتلميذ بليغ

GMT 20:38 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

خليل حيدر وجريمة النخب العربية!

GMT 20:36 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

الرأي الذي لا تريد سماعه

GMT 12:44 2020 الأربعاء ,10 حزيران / يونيو

عازف غيتار هندي ينشر فيديو لحفلة مع 2 من الببغاوات

GMT 05:37 2016 الأربعاء ,21 كانون الأول / ديسمبر

بيب غوارديولا يسعى إلى ضم قائد "شاختار" الأوكراني

GMT 19:25 2016 الثلاثاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

جيسي عبدو تشارك في مسلسل "فخامة الشك" أمام يورغو شلهوب

GMT 00:22 2019 الأحد ,13 كانون الثاني / يناير

اختيار "ميدان" كأجمل مضامير سباقات الخيول العالمية

GMT 15:27 2018 الأحد ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقع خلّابة ومميزة زوريها في مالطا لشهر العسل

GMT 05:02 2018 الجمعة ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

برنامج أفلام وندوات مهرجان القاهرة السينمائى الخميس

GMT 16:22 2018 الجمعة ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

منتجع "أيلا الجبل الأخضر" في عمان طابع خشبي وأنشطة متكاملة

GMT 00:15 2018 الخميس ,04 تشرين الأول / أكتوبر

علاج مفاجئ للصلع باستخدام مادة لتقليد رائحة خشب الصندل

GMT 03:39 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

آرسين فينغر يضم النني إلى تشكيلة أرسنال أمام سوانزي سيتي

GMT 09:43 2018 السبت ,06 كانون الثاني / يناير

تعرفي على أنواع الماسكرا المختلفة وطرق استخدامها

GMT 14:12 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

فندق مارينا الكويت يستقبل رأس السنة الجديدة بعروض مميزة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
2023 جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates