بقلم: حسن المستكاوي
* تطورت كرة اليد كثيرا، عما كانت عليه قديما. وكنت أتابع مبارياتها منذ كان الدكتور حسن مصطفى لاعبا، وشاهدت عمالقة فى الملعب مثل طلعت شتا وحسن صقر، ومحسن هضبة، وحسام غريب، ثم أجيال مصطفى الأحمر وعائلة عواض وحسين زكى ثم الجيل الحالى.. لكن ما شاهدته من منتخب السويد أمام فريقنا والوطنى يشير إلى أهمية عنصر السرعة فى هذه اللعبة، شأن كل الألعاب فى الألفية الثالثة. فصحيح أن المنتخب الوطنى لعب شوطا رائعا، وكانت للاعبيه تمريرات سحرية برازيلية (من وحى كرة القدم، حين كانت البرازيل برازيل) وأن تجربة العمالقة التى بدأها حسن مصطفى فى مصر وباتت نهجا فى عمل الاتحاد أفرزت لنا أجيالا تملك القوة البدنية والمرونة والذكاء الفطرى.. ومع ذلك لفت نظرى أن مدرب مصر حريص على عدم مجاراة السويد فى السرعة، فكان الفريق يبطئ من الإيقاع كلما امتلك الكرة، وهو تفسيرى المتواضع لفارق السرعة بين الفريقين، فالسويد تهجم بسرعة وترد للدفاع بسرعة. بجانب أن الدفاع حائط صد عال يصعب اختراقه لاسيما فى الشوط الثانى..
** الدقيقة 44 من المباراة كانت نقطة التحول. رمية جزائية للسويد لتتقدم لأول مرة بفارق هدف. وطرد لاعبين من مصر، ليصبح الصراع معكوسا، فمنتخب مصر يحاول العودة بعد أن ظل منتخب السويد من البداية حتى تلك الدقيقة يحاول العودة. حيث انتهى الشوط الأول بفارق 3 أهداف لمصر، 12/9.. إلا أن تغير شكل الصراع بين الفريقين يعود لفارق جوهرى، وهو أن فريق السويد سريع جدا، ويدافع بصلابة، ومعظم هجماته إيجابية، بينما المنتخب الوطنى أسرف فى إهدار الفرص، والهجمات، وكانت هناك أخطاء لا يجب أن تقع، بسبب التسرع عند محاولة ممارسة السرعة. وصحيح أن النتيجة النهائية كانت فوز السويد بفارق هدف، 24 / 23. وشاهدنا كيف كانت فرحتهم كبيرة بهذا الفوز. الذى يعنى الصعود للدور الرئيسى بأربع نقاط. لكن بقليل من الحكمة والدقة وعلى الرغم من فارق السرعة كان يمكن أن نفوز.. إلا أننا نقع فى الأخطاء نفسها منذ زمن طويل.
** منتخب السويد بطل عالم سابق 4 مرات آخرها عام 1999. ونجح هذا المنتخب فى بناء فريق جديد على مستوى ووصل إلى نهائى بطولة أوروبا 2018 لكنه خسر أمام نظيره الإسبانى.. واحتل المركز الخامس فى مونديال 2019 بألمانيا والدنمارك وهو فريق يملك جذوره فى اللعبة على المستوى العالمى، مثل منتخب مصر الذى يملك قاعدة موهوبة توجت ببطولة عالم للناشئين وبمركز ثالث فى بطولة العالم للشباب والمنتخب الأول بطل أفريقيا 7 مرات..
** لماذا الاحتجاج المصرى؟
«جاء فى بيان صادر من اتحاد كرة اليد أن الحكم من إحدى الدول الاسكندنافية والتى تنتمى لها السويد وأن الحكم النرويجى أدار آخر مباراة للفريق السويدى أمام منتخب مقدونيا الشمالية، بالإضافة إلى أن مدرب المنتخب السويدى نرويجى وهو أمر كان لابد من وضعه فى الاعتبار فى وقت اختيار حكم اللقاء». ورغم أن الدقيقة 44 شهدت منا كل الأخطاء، رمية جزائية، وطردا. فإن الاحتجاج لا يجب أن يغمض أعيننا عن الأخطاء البسيطة التى وقعنا فيها فيما هو قادم من مباريات صعبة أمام الاتحاد الروسى اليوم، ثم بيلاروسيا يوم الجمعة، وسلوفينيا يوم الأحد.. ركزوا فيما هو قادم..