بقلم: حسن المستكاوي
** معالجة حازمة وحاسمة، قامت بها إدارة الزمالك كرد فعل لما جاء فى تصريحات رئيس نادى سانت إيتيان. فأصدر النادى بيانه الذى أعلن فيه إيقاف التفاوض مع سانت إيتيان رافضا بشكل قاطع ما تضمنته تصريحات رئيس النادى الفرنسى، من إشارة إلى أن اشخاصا لم يسمهم، أو يبين صفتهم، طلبوا الحصول على أموال مقابل تسهيل انتقال لاعب الزمالك مصطفى محمد إلى ناديه. وأن الزمالك يرفض بأى شكل من الأشكال أية إساءة أو محاولة للتشهير لأى من المنتسبين له، والذين يتمتعون بالشفافية والمصداقية. وبناء عليه قرر النادى إلغاء التفاوض نهائيا بشأن انتقال مصطفى محمد إلى النادى الفرنسى احتراما لكيان الزمالك ولجماهيره العريضة..
** إنه رد فعل سريع وحاسم قطعا، وكنت قرأت ما نسب لرئيس نادى سانت إيتيان الذى لم يوجه اتهاما صريحا، لكن مضمون كلامه فيه إشارات بالاتهام. والحقيقة أن إدارة الزمالك تعاملت مع أزمتى مصطفى محمد وفرجانى ساسى بحكمة وقوة فى الوقت نفسه انتصارا للكيان. فلا يوجد لاعب أقوى من ناديه مهما كانت مهاراته أو نجوميته. وقبل أن أستمر، أشير إلى أن رأيى فى مصطفى محمد مثل غيرى من الزملاء، إنه رأس الحربة الأول فى مصر، وقد كان ذلك عنوانا لمقالى هنا. منذ أشهر، فهو لاعب قوى، يقفز إلى أعلى صاحبا معه خصمه وهو ينقض على كرة برأسه، ويسدد بقرارات سريعة، ويتحرك جيدا و يصنع مساحات، ويلمس الكرة كثيرا وينتج بها إيجابيا، إما أهدافا أو تمريرات ومساندة لزملائه. وكذلك الأمر نفسه بالنسبة لفرجانى ساسى، فهو لاعب ماهر، ينقل فريقه إلى ملعب الفريق المنافس بتمريرة ساحرة، وهو يبدو رشيقا ورساما بقدميه، وصاحب خيال ومبدع.. لكن كل هذا لا يعنى أنهما أهم من الزمالك أبدا، وعلى كل لاعب يمارس كرة القدم أن يدرك ذلك. يدرك أنه ليس أكبر من ناديه..
** الجيد فى الزمالك وفى الجهاز الفنى بقيادة باتشيكو أنه قدم هذا الدرس لكل اللاعبين بأفضل طريقة عملية، بعدم الخضوع للضغوط من جانب اللاعبين أو من جانب الجمهور. ولعب الزمالك مباريات بدون مصطفى محمد وفرجانى ساسى، وقدم عروضا مميزة، وتألق نجومه، وأولهم إمام عاشور، الذى يجرى كثيرا بالكرة، ويجرى كثيرا نحو الكرة، ويجرى كثيرا أينما كانت الكرة، ويدافع ويهاجم ويقطع مساحات شاسعة. وفى الوقت نفسه أثبت لاعب آخر، وهو أسامة فيصل أنه يمكن أن يكون مستقبلا مثل مصطفى محمد.. ويا لها من معالجة رائعة من جانب إدارة الزمالك والجهاز الفنى..
** أرجو أن تضع خطا أسفل ما يلى: «لو لم يكن الزمالك وُفق فى مبارياته التى خاضها بدون مصطفى محمد وساسى، وهزم، أو تعادل وفقد النقاط لما تغير رأيى أبدا بأن الكيان أعلى وأهم من أى لاعب ولكتبت نفس الكلام مشيدا بمعالجة الزمالك للأمر»..
** إن كرة القدم لعبة جماعية. وعندما تعلو مهارة لاعب فوق مهارات فريقه، فهذا وارد، لكن حين تعلو رأس لاعب فوق رأس فريقه، فهذا غير مقبول. وعلى اللاعب أن يفهم ويدرك أن الفريق أهم. وأنه لولا الفريق ما ظهرت المهارة الفردية بالصورة المبدعة. وهو أمر أدركه ميسى مع برشلونة، وأدركه رونالدو مع ريال مدريد ويوفنتوس، وأدركه صلاح مع ليفربول.. وأدركه كل نجوم كرة القدم فى تاريخ اللعبة وحاضرها.