بقلم: حسن المستكاوي
** عقب مباراة بيراميدز قال المدير الفنى للأهلى موسيمانى: «إن والتر بواليا مهاجم جيد ونجح فى تشكيل خطورة على مرمى المنافس، لكنه يحتاج فقط إلى الصلاة والدعاء والتوفيق لتسجيل الأهداف».
** هل كانت دعابة ألقى بها موسيمانى فى المؤتمر الصحفى أم أنه تحدث من قلبه وبفطرته عن مهاجم الفريق والتر بواليا؟ أعتقد أنها الثانية. والتى تعبر عن غياب التوفيق عن بواليا، وهو يحتاج هذا التوفيق الذى يعيد إليه ثقته التى تغيب بسبب غياب التسجيل، وهو ما ظهر واضحا فى فرصة الانفراد التى حظى بها فى الشوط الثانى. وصحيح أن شريف إكرامى أغلق الزاوية. لكن فى مثل تلك المباريات يجب على المهاجم المغامرة بمحاولة التهديف، وليس التمرير هربا من تلك المغامرة. كما فعل بواليا بتمرير الكرة إلى كهربا. ولا شك أن اللاعب المنتقل حديثا للأهلى من الجونة كان عليه أن يبتكر أو يبدع قليلا بالمحاولة.. لكنه بالطبع من أفضل اللاعبين الأفارقة المحترفين فى الدورى كما ظهر فى الجونة، ومع اختلاف ضغوط اللعب بين الجونة وبين الأهلى..
** المباراة كانت تكتيكية كما شاهدناها وكما قال الأرجنتينى رودلفو أروابارينا المدير الفنى لبيراميدز: «المباراة كانت تكتيكية من الدرجة الأولى وكل فريق كان يعمل على عدم المخاطرة خوفا من الخسارة والوصول للمرمى كان قليلا».
** على مدى 90 دقيقة ظلت الأعين منتبهة ومشدودة للمباراة لمتابعة محاولات الفريقين والصراع الذى انحصر فى منتصف الملعب كأنه الوادى، وذلك بتضييق المساحات، ورقابة النجوم، والضغط المباشر والالتحام وحرمان اللاعب من استلام الكرة، والتكليفات الدفاعية، وكان ذلك وراء غياب نجوم مثل أفشة، والشحات، وبواليا، ومحمد شريف، وطاهر، ورمضان صبحى وعبدالله السعيد، وتراورى وجون أنطوى. والغياب أعنى به الإبداع وصناعة الفرص لاسيما فى الشوط الأول.. لأن الشوط الثانى كان للأهلى من جهة الفرص والسيطرة الهجومية.
** فى الشوط الثانى نجح الأهلى فى صناعة المساحات الهجومية، بسرعة التمرير، وسرعة تغيير اتجاهات اللعب. فلاحت الفرص لبواليا وكهربا وشريف والشحات، وبدا أن الفريق يقترب من التهديف والفوز. ونجح شريف إكرامى فى التصدى لكرات هددت مرماه. كما ساهم الشناوى فى حماية مرمى فريقه من التسديدة الأخيرة التى أطلقها دونجا، فكانت مثل صيحة شرطى الدورية: نحن هنا. بينما تألق وسط ودفاع الأهلى فى مواجهة مفاتيح لعب بيراميدز لدرجة أن أنطوى وصبحى والسعيد وتراورى عانوا من ضغط أيمن أشرف وحمدى فتحى وبدر بانون وبيكهام الذى تألق فى مركزه. وكان هذا التكليف وراء قلة الهجمات فى كثير من أوقات المباراة. وأخطأ مدرب بيراميدز حين سلب من عبدالله السعيد موقع تألقه، بالدفع به إلى الأجناب، وكان ذلك تقييدا لمهارات السعيد، وهو كلاعب مميز عليه أن يظهر ملكاته من مركزه مهما كانت الرقابة عليه. بينما افتقد رمضان صبحى أهم ما كان يملكه فى الأهلى وهو المساندة الثنائية فى جبهته من جانب أجاى ومعلول. لاختراق دفاعات المنافس، ولم يجدها من السعيد ولا من تراورى ولا حتى من طارق طه الذى طار وحده كثيرا فى الجناح الأيسر مغردا وسعيدا لمجرد أنه يفعل ذلك.. !
** انتهت المباراة بالتعادل السلبى.. لكنها كلها كانت مليئة باللعب الإيجابى وبملامح الفرق القوية. وقارن بينها وبين المباراة التى سبقتها بين المقاولون وسموحة. قارن بين كرة القدم هنا وكرة القدم هناك. وفى تلك الحالة سوف تستمتع بمباراة الأهلى وبيراميدز حين تسترجعها..!