بقلم: حسن المستكاوي
** ** أبدأ بتوجيه التحية لجمهور الأهلى الذى حضر المباراة لما قدمه من تحية للاعبى الفريق عقب مباراة بايرن ميونخ فى مشهد يغيب كثيرا عن ملاعبنا عندما تكون النتيجة على عكس الهوى.. لكن هل كان بمقدور الأهلى الفوز على بايرن ميونخ؟
** أجب على السؤال بعيدا عن انتمائك للفريق أو عدم الانتماء للفريق، ويمكن أن تضيف للسؤال: وهل بمقدور أى فريق مصرى آخر أو عربى الفوز على بايرن ميونخ؟
** فى المؤتمر الصحفى عقب المباراة كان موسيمانى واضحا: «المباراة كانت فرصة جيدة جدا من أجل الوقوف على مستواك كبطل أفريقيا فى مواجهة الفرق الكبيرة وتحديدًا من القارة الأوروبية».
وأضاف: «بالتأكيد إنه من الصعب أن تخلق فرصًا عديدة ومتنوعة أمام فريق كبير بحجم وقوة بايرن ميونخ».
** النتيجة منطقية لفروق كثيرة بين الفريقين وبين الكرتين. ولم تكن القضية اسم لاعب يدفع به مدرب الأهلى أو اسم لاعب كان واجبا أن يسحبه موسيمانى. فهى ليست فروقا فردية بين لاعب وبين لاعب. ولكنها فروق بين لاعبين وبين لاعبين وبين فريق وبين فريق وبين كرة قدم وبين كرة قدم. وبين سرعات وسرعات وبين لياقة ولياقة وبين قوة بدنية وقوة بدنية. ولكننا اعتدنا على البحث عن سبب ما. سبب لهزيمة. بينما هى فى الواقع مجموعة أسباب. ولا أعنى بذلك التقليل من الروح القتالية التى أدى بها لاعبو الأهلى المباراة لاسيما فى الشوط الثانى، حين حرصوا على الدفاع فى ملعبهم. بينما لم يهدد الفريق مرمى بايرن ميونخ بفرصة واحدة طوال 90 دقيقة، لأنه من الصعب بدنيا سرعة التحول من موقف الدفاع إلى موقف الهجوم، بينما الأمر كان سهلا وسلسا جدا لبايرن ميونخ لقدرته البدنية.
** الفريق البافارى لا يمزح، وهو يتطلع للسداسية، بالفوز ببطولة كأس العالم للأندية، ليضيفها بجوار كأس أوروبا، ولقب الدورى وكأس ألمانيا، والسوبر الألمانى والسوبر الأوروبى.. وقد بدأ مباراته مع الأهلى بقوة وبضغط قوى للغاية، ولم يسمح للاعب واحد بالسيطرة على الكرة وبناء هجمة، أو تمريرها. فلا مساحات يسمح بها، ولا وقت يسمح به بايرن ميونخ. إنما ضغط وحركة وتحرك بلا توقف وهو ما يجعل تمريرات مباشرة وسهلة وسلسلة. وكثيرون لا يلاحظون أن منتخب ألمانيا أو بايرن ميونخ لا يضم لاعبا سوبر على المستوى المهارى الفردى مثل ميسى أو رونالدو. لكنه يضم مجموعة لاعبين مميزين مهاريا وبدنيا وجماعيا وكومان.. بجانب لاعب كلما دخل منطقة جزاء المنافس فإنه يسجل هدفا وهو ليفاندوفسكى. وهكذا البايرن يلعب كرة جماعية. وكل لاعب فى صفوفه يكمل عمل زميله. مما ينتج آلة ألمانية كروية تعمل بدقة وإتقان.. وحسنا فعل الأهلى حين نظم صفوفه دفاعيا فى الشوط الثانى. ولولا ذلك لكان يمكن أن يصاب مرماه بنتيجة قاسية.
** لقد جرت العادة على قيام خبراء ومدربين قبل المباريات الكبرى بالقياس على نتائج استثنائية سابقة حققتها الفرق المصرية أو العربية، مثل مباراة المنتخب مع هولندا فى مونديال 1990. ومباراتى إيطاليا والبرازيل فى كأس القارات 2009. أو مباريات ودية لأندية مع بنفيكا ووستهام وأوستريا فيينا وبايرن ميونخ ومونشن جلاد باخ، وكلها وغيرها مباريات شهدت نتائج استثنائية خارج الإطار الرسمى، ولا يجوز الاستناد إليها دائما وإلا كانت مجرد عكاز تتكئ عليه كرة القدم المصرية..!
** يبقى فى الأمر أن الأهلى خسر أمام بايرن ميونخ. وأنه من المهم أن نخرج بدراسة الفرق والأسباب. وكيف ننمى من كرتنا ونعرف مستواها. وهذه النتيجة لا تسىء للأهلى.. ولكن طالما كنا ومازلنا نحتفل بالوصول إلى كأس العالم للأندية أو بالوصول إلى المونديال دون أن نسأل أنفسنا: كيف نلعب ونصعد إلى أدوار تالية أو ماذا نفعل.. فسوف يبقى فى يدنا هذا العكاز الذى نتكئ عليه كلما واجهنا فرقا كبيرة».. سبب واحد أو اسم لاعب؟!