بقلم: حسن المستكاوي
** صدرت ثلاثة بيانات خلال أيام فى دائرة كرة القدم. البيان الأول عن الأهلى، وتضمن نقدا لحكم مباراته مع فريق البنك الأهلى بسبب إلغاء هدف سجله أيمن أشرف. والبيان الثانى صدر فى الحادية عشرة من مساء السبت عن الزمالك وتضمن نقدا لحكم مباراته مع أسوان لإلغاء هدف لمصطفى محمد، وعدم احتساب ضربة جزاء لإمام عاشور. ولا أعرف هل أصدر نادى سموحة هو الآخر بيانا بشأن هدفه الذى لم يحتسب فى مرمى بيراميدز أم لم يصدر بيانا؟!
** كان البيان الثالث صدر بعد منتصف ليلة السبت عن اتحاد الكرة. وتضمن تقديره الكامل للنقد ولكنه لن يسمح باستمرار ما يتعرض له التحكيم من التشويه بعد كل مباراة. وقال اتحاد الكرة إنه يثق فى التحكيم المصرى الذى يعد الأعرق والأفضل على مستوى القارة الإفريقية.
** هكذا يدورالصراع فى ساحة اللعبة، فأصبحت البيانات، مباراة فيها دفاع وهجوم، وفيها تبرير وتمرير، وفيها الرضوخ لمواقع التواصل الاجتماعى، وفيها تسجيل مواقف أمام الجمهور بالحفاظ على حقوق الفريق، ومواجهة القوة بالقوة، باعتبار أن كل بيان له بيان مضاد فى الاتجاه، كأننا فى معمل يبحث فى نظرية المحرك النفاث. ولتكن كلماتى تلك بيانا أكرر به انتقاد حرب البيانات، التى أراها كرة نار تشعل كرة القدم. وهو ما سبق وعبرت عنه عندما بدأت تلك الحرب بين الأهلى والزمالك وبيراميدز قبل عامين..!
** كل فرق العالم تفقد النقاط خلال السباق، ريال مدريد وبرشلونة وليفربول، ولايبزيج، وبايرن ميونيخ، وإنتر ميلان. والحوار بالبيانات بمثابة تصدير لمزيد من الاحتقان بين الجماهير. فمن يرغب فى الاعتراض يمكنه أن يفعل ذلك بالطرق الرسمية ووفقا للقواعد واللوائح. ثم أن أخطاء التحكيم لا تتوقف فى كرة القدم، وهى بالفعل جزء من اللعبة، بدون الفار أو فى وجود الفار.
** يوم السبت الموافق 16 ينايرالجارى أثار حكم مباراة بوروسيا مونشنجلاباخ وشتو تجارت ضجة كبيرة عقب احتسابه ضربة جزاء لفريق شتوتجارت بعد الاستعانة بتقنية حكم الفيديو المساعد (فار) فى الثوانى الأخيرة من الدقيقة السادسة من الوقت المحتسب بدل الضائع من المباراة التى انتهت بالتعادل 2 /2. وقال الحكم فيليز بريتش إنه يتفهم ثورة الغضب التى أصابت لاعبى بوروسيا مونشنجلادباخ خاصة أنه لم يحتسب الخطأ مباشرة وإنما فعل ذلك بعد تدخل تقنية الفار.. أما يوناس هوفمان لاعب جلادباخ فقد قال: «الأمر صفيق جدا، لا أعرف كيف يفكر بريتش.. إنه جنون، لم يسبق أن شاهدت شيئا مثل هذا، لا أعرف لماذا يتواجد مساعد الفيديو؟!
** أنا أعرف لماذا يتواجد مساعد الفيديو٬ لمساعدة الحكام الذين أصبحوا يحاكمون فى كل مباراة بعشرات الكاميرات وبالشاشات وبتكنولوجيا تكشف ما يقعون فيه من أخطاء وهو أمر لم يكن متاحا قبل عشرين وثلاثين عاما. فكان الحكم يخطئ دون أن يرى إنسانا واحدا هذا الخطأ.. وعندما ترون اليوم أى خطأ لحكم لا مانع من تسجيل ذلك ونقده، فى حدود النقد المباح، والمسموح به، لكن عليكم أيضا أن تدركوا جميعا أن الحكم لحظة اتخاذ القرار هو الوحيد فى الكوكب الذى لا يمكنه القول: «آسف لا أعرف ماذا أفعل؟ دعونى أرى اللعبة مرة أخرى بالسريع والبطىء مثلكم كى أقرر وأنا أحتسى الشاى الساخن»!
** أوقفوا حرب البيانات. فهى خطر يزيد من درجة حرارة الاحتقان!