فاسد ومتسول وبينهما «مجتهد»
نتنياهو يجري الاثنين أول نقاش مع القيادات الأمنية حول الموقف من الاتفاق النووي الإيراني "الديري" عصابات من الأجانب بسوق العمل المتحدث باسم وزارة الصحة العراقية يعلن عن وجود إصابات في صفوف الأطفال والشباب بالسلالة المتحورة في العراق مقتل قيادي في ميليشيا حزب الله العراقية جراء انفجار عبوة ناسفة بمحافظة بابل مجلس التعاون الخليجي يدعو للتهدئة في الصومال وحل الخلافات بالطرق السلمية إيران تتهم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتسريب تقارير سرية عن نشاطها النووي الشرطة الأفغانية تعلن عن 3 انفجارات منفصلة في العاصمة الأفغانية كابول تخلف 5 قتلى على الأقل وجريحين الخارجية السودانية تعلن أن وزارة الخارجية الإثيوبية أصدرت بيانا مؤسفا يخوّن تاريخ علاقات إثيوبيا بالسودان وينحط فى وصفه للسودان إلى الإهانة التي لا تغتفر السودان يطالب أثيوبيا بالكف عن "ادعاءات لا يسندها حق ولا حقائق" الخارجية السودانية يؤكد أن السودان لا يمكن أن يأتمن إثيوبيا والقوات الأثيوبية على المساعدة فى بسط السلام وتأتي القوات الأثيوبية معتدية عبر الحدود
أخر الأخبار

فاسد ومتسول.. وبينهما «مجتهد»

فاسد ومتسول.. وبينهما «مجتهد»

 صوت الإمارات -

فاسد ومتسول وبينهما «مجتهد»

محمود خليل
بقلم : محمود خليل

مقطع فيديو طريف تداوله رواد مواقع التواصل الاجتماعى يظهر فيه طفل متسول يعد أمام أحد الأشخاص حصيلة يوم واحد من التسول تبلغ جملتها 900 جنيه، ويعنى ذلك أن دخل الطفل فى الشهر يبلغ 27 ألف جنيه، وفى السنة 324 ألف جنيه.

رقم لافت.. وربما يكون هناك من يربح أكثر من ذلك عن اليوم الواحد.

أسباب عديدة تقف وراء تفشى ظاهرة التسول هذه داخل المجتمع المصرى. وتميل التقارير البحثية التى صدرت فى هذا السياق إلى التوقف أمام ما هو تقليدى منها، كأن تتحدث عن ارتفاع معدلات الفقر والبطالة وغيرهما.

الفقر والبطالة ظاهرتان لا يخلو منهما زمان أو مكان، ووجودهما داخل مجتمع لا يعنى بالضرورة ارتفاع معدلات التسول.

وإذا أردنا أن نفهم ظاهرة التسول داخل أى مجتمع فعلينا أن نسأل أولاً عن حال معادلة «الفساد والاجتهاد» بداخله.

بناء على هذه المعادلة تستطيع أن تقسم أى مجتمع إلى 3 فئات: فئة الأثرياء المخمليين، وفئة المجتهدين، وفئة المتسولين.

تتجه فئة المجتهدين من المصريين إلى بذل جهد أكبر لتحقيق دخل يكفى لستر متطلباتها المعيشية، قد يتجلى هذا الاجتهاد فى العمل فى وظيفتين (لاحظ على سبيل المثال ظاهرة العمل فى وظيفة صباحاً وفى إحدى شركات الأمن مساء)، أو من خلال ممارسة أكثر من نشاط يؤدى إلى تحقيق أرباح إلى جوار مرتب الوظيفة الهزيل.

وثمة قاعدة يقتنع بها قطاع لا بأس به من المصريين، ملخصها أن «الاجتهاد يؤدى بصاحبه إلى الستر».

أعلى فئة المجتهدين فى مصر توجد «فئة الأثرياء المخمليين» الذين تداخلت عوامل أخرى مع الاجتهاد فى تكوين ثرواتهم، قد يكون من بينها الرزق الحلال، وقد يكون من بينها أيضاً الفساد.

وثمة قناعة راسخة لدى العديد من المصريين أن أى ثراء يتحقق لفرد لا بد أن يكون مرده الفساد، ويدعم هذه القناعة بعض الممارسات الشاذة والعجيبة من جانب فئة الأثرياء. فها هو فلان يشترى سيارة لزوجته فى عيد الحب ثمنها ملايين الجنيهات.. وها هو علان يتباهى بطائرته الخاصة.. وها هو ثالث يلتقط صوراً له فى قصره المخملى.

صور الحياة المخملية تلك تنتقل بين المصريين فى الوقت الحالى أكثر من أى وقت مضى بسبب وجود الموبايل فى كل يد وتيسُّر الطريق أمام أى شخص يريد أن يطلع أو يشاهد عبر مواقع التواصل.

والنتيجة إعلاء قيمة «الفساد» على قيمة «الاجتهاد». وقد لا يكون من المبالغة أن نقول إن التسول وجه من وجوه الفساد داخل المجتمع.

فالمتسول يتعامل مع زبونه على أنه لص وأن عليه أن يعطيه ويجزل له العطاء حتى يغسل أمواله الغارقة فى مستنقع الذنوب، لذا فإن المتسول الذى لا يأخذ لا يجد غضاضة فى أن يسب الزبون، وإذا أسمعه مجتهد نصيحة توجهه إلى احتراف عمل معين فإنه يلعنه جهراً أو سراً، لأنه يؤمن أن الجميع لصوص.

المتسول يرى أن الجميع يسرقون وينهبون أو فى أقل تقدير متسولون مثله، وإلا بماذا يفسر تلك الإعلانات التى تطن فى أذنه لجمعيات ومؤسسات تطالبه بالتبرع من أجل المرضى والفقراء والعجزة وغير ذلك؟!

التسول جانب من جوانب التشوه العام الذى يعيشه مجتمعنا.. وسوف يظل قائماً ما اختلت معادلة «الفساد والاجتهاد».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فاسد ومتسول وبينهما «مجتهد» فاسد ومتسول وبينهما «مجتهد»



GMT 20:50 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

لغة الإنسان

GMT 20:48 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

تجربة البحرين في التعامل مع كورونا... نجاح مبهر

GMT 20:41 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

الأستاذ فوزي والتلميذ بليغ

GMT 20:38 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

خليل حيدر وجريمة النخب العربية!

GMT 20:36 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

الرأي الذي لا تريد سماعه

GMT 09:37 2018 الإثنين ,02 تموز / يوليو

تطبيقات أندرويد وios تسرب بيانات المستخدمين

GMT 05:42 2015 الأربعاء ,14 تشرين الأول / أكتوبر

المنامة يواصل صفقاته ويتعاقد مع سلمان عيسى

GMT 19:56 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

جوليا جورجيس تفتتح 2018 بالفوز ببطولة أوكلاند

GMT 16:29 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

النجمة التركية هازال كايا تتمنى العمل في عالم بوليوود

GMT 16:42 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"آبل" تُجهّز لإطلاق نظارت الواقع الافتراضي في عام 2020

GMT 16:25 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

"الزمالك" المصري يبدي رغبته في ضم "عموري"

GMT 12:22 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تعاني من ظروف مخيّبة للآمال

GMT 18:24 2019 الخميس ,31 كانون الثاني / يناير

10 معلومات لم تسمعوا بها سابقاً عن "الجينز"

GMT 14:55 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

نشطاء يُهاجمون فريال مخدوم لظهورها بملابس كاشفة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
2023 جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates