كلمات «سعد» الأخيرة
نتنياهو يجري الاثنين أول نقاش مع القيادات الأمنية حول الموقف من الاتفاق النووي الإيراني "الديري" عصابات من الأجانب بسوق العمل المتحدث باسم وزارة الصحة العراقية يعلن عن وجود إصابات في صفوف الأطفال والشباب بالسلالة المتحورة في العراق مقتل قيادي في ميليشيا حزب الله العراقية جراء انفجار عبوة ناسفة بمحافظة بابل مجلس التعاون الخليجي يدعو للتهدئة في الصومال وحل الخلافات بالطرق السلمية إيران تتهم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتسريب تقارير سرية عن نشاطها النووي الشرطة الأفغانية تعلن عن 3 انفجارات منفصلة في العاصمة الأفغانية كابول تخلف 5 قتلى على الأقل وجريحين الخارجية السودانية تعلن أن وزارة الخارجية الإثيوبية أصدرت بيانا مؤسفا يخوّن تاريخ علاقات إثيوبيا بالسودان وينحط فى وصفه للسودان إلى الإهانة التي لا تغتفر السودان يطالب أثيوبيا بالكف عن "ادعاءات لا يسندها حق ولا حقائق" الخارجية السودانية يؤكد أن السودان لا يمكن أن يأتمن إثيوبيا والقوات الأثيوبية على المساعدة فى بسط السلام وتأتي القوات الأثيوبية معتدية عبر الحدود
أخر الأخبار

كلمات «سعد» الأخيرة

كلمات «سعد» الأخيرة

 صوت الإمارات -

كلمات «سعد» الأخيرة

محمود خليل
بقلم: د. محمود خليل

أساطير كثيرة ارتبطت بآخر كلمات رددها سعد زغلول قبل وفاته، قد يكون من المفيد التذكير بأشهرها، وهى عبارة: «مفيش فايدة». وهى العبارة التى جرت على ألسنة المصريين مجرى المثل، وما أكثر ما يتم استدعاؤها حال اليأس من تغيير أى وضع قائم.

ومن مراجعة العديد من الكتابات التاريخية يتضح أن سعداً لم يردد هذه العبارة. ففى التقرير الذى نشرته «المصور» حول اللحظات الأخيرة لسعد جاء أن الزعيم قال لأم المصريين عندما لاحظ تشبثها بالأمل فى شفائه: «أنا رايح.. أنا رايح».

وأشار التقرير أيضاً إلى عبارة: «أنا انتهيت»، متفقاً مع ما ذهب إليه أحمد بهاء الدين فى كتابه «أيام لها تاريخ» من أن آخر كلمات رددها الزعيم كانت: «أنا انتهيت».

فى كل الأحوال لا تعكس أى من العبارات التى رددها سعد باشا قبل وفاته يأساً من التغيير، قدر ما تعبّر عن يأس من الحياة، لأن الرجل بالفعل غيّر كثيراً فى وجه الحياة فى مصر.

ولد سعد كما يولد كل الرجال، ومات كما يموت كل حى، لكن تأثير شخصيته على من جايله من المصريين، وعلى من آمنوا بتجربته السياسية من بعده كان عظيماً.

ومؤكد أن هذا التأثير كان له ما يبرره على مستويات عديدة، على مستوى الموضوع بدأت مصر تجربتها الليبرالية الأولى مع ظهور سعد زغلول وتأسيس حزب الوفد، لتغرس فى الشارع المصرى أفكار المواطنة والدولة المدنية القائمة على المساواة بين جميع المواطنين دون تمييز بسبب دين أو جنس أو لغة.

وقد مثّل دستور مصر الصادر عام 1923 الوثيقة الأساسية المعبرة عن مجمل أفكار هذه التجربة، وهو الدستور الذى شملت اللجنة التى تولت صياغته كل الأطياف السياسية والدينية المصرية.

وعقب صدور هذا الدستور تشكل واحد من أهم وأخطر البرلمانات فى تاريخ التجربة السياسية المصرية، لقد نجحت ثورة 1919 فى خلق مناخ ثقافى وفكرى وفنى جعل منها تاريخاً فاصلاً يفرق ما قبلها عما بعدها على كل المستويات.

وعلى مستوى الشخصية كان سعد زغلول من الشخصيات شديدة التأثير فى المصريين، خصوصاً من عاصروه وشاركوه الحلم فى تحرير مصر وبناء تجربة برلمانية ديمقراطية حقيقية. اعتبر المصريون هذا الفلاح ترجمة لآمالهم فى نظام حكم أفضل ودولة وطنية حقيقية.

وشأنه شأن كل زعيم كبير كان هناك من يختلف حول شخصه، ليس من بين قراء التاريخ فقط، بل من بين معاصريه أيضاً. فهناك من كان يتهمه بالأرجزة والشعبوية وخداع الجماهير وإغراقهم فى أحلام غير واقعية بمعسول الكلمات.

خصوم سعد من الأحرار الدستوريين كانوا يرددون هذه الاتهامات فى وجهه، وبلغ الأمر بهم حد اتهام ذمته المالية.

شخصية سعد زغلول متنوعة الظلال، فقد مرت بتقلبات وتحولات عديدة على مدار عمره الذى امتد لتسع وستين عاماً، واشتملت على خريطة إنسانية متنوعة الأخلاقيات والسلوكيات والمواقف بصورة جعلت كل من يريد القدح يستطيع أن يجد فيها ما يستدل به على هجومه عليه، ومكنت من يريد المدح والارتفاع به إلى مصاف الزعماء الملهمين من العثور على ما يؤيد توجهه نحوه.

ولو أنك تأملت ما كتبه أديب نوبل «نجيب محفوظ» حول سعد زغلول فستجد وصفاً منصفاً للرجل يذكر فيه سلبياته كما يحتفى بإيجابياته. فهو من وجهة نظره الزعيم الذى أسهم فى تخليص مصر من الاحتلال الإنجليزى، وهو الإنسان الذى اعترف بنقاط ضعفه وخاض رحلة تسامى فيها على ذاته حتى أصبح أمل جميع المصريين.

والمتأمل للجزء الخاص بشخصية سعد فى رواية: «أمام العرش» يشعر أنه أمام كاتب عرف كيف يعبر عن زعيم. يقول نجيب محفوظ على لسان أوزوريس، رئيس محكمة التاريخ، لـ«سعد باشا»: «إنك أول مصرى يتولى الحكم منذ العهد الفرعونى، وتوليته بإرادة الشعب، من أجل ذلك أهبك حق الجلوس بين الخالدين من أجدادك».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كلمات «سعد» الأخيرة كلمات «سعد» الأخيرة



GMT 20:50 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

لغة الإنسان

GMT 20:48 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

تجربة البحرين في التعامل مع كورونا... نجاح مبهر

GMT 20:41 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

الأستاذ فوزي والتلميذ بليغ

GMT 20:38 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

خليل حيدر وجريمة النخب العربية!

GMT 20:36 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

الرأي الذي لا تريد سماعه

GMT 12:44 2020 الأربعاء ,10 حزيران / يونيو

عازف غيتار هندي ينشر فيديو لحفلة مع 2 من الببغاوات

GMT 05:37 2016 الأربعاء ,21 كانون الأول / ديسمبر

بيب غوارديولا يسعى إلى ضم قائد "شاختار" الأوكراني

GMT 19:25 2016 الثلاثاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

جيسي عبدو تشارك في مسلسل "فخامة الشك" أمام يورغو شلهوب

GMT 00:22 2019 الأحد ,13 كانون الثاني / يناير

اختيار "ميدان" كأجمل مضامير سباقات الخيول العالمية

GMT 15:27 2018 الأحد ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقع خلّابة ومميزة زوريها في مالطا لشهر العسل

GMT 05:02 2018 الجمعة ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

برنامج أفلام وندوات مهرجان القاهرة السينمائى الخميس

GMT 16:22 2018 الجمعة ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

منتجع "أيلا الجبل الأخضر" في عمان طابع خشبي وأنشطة متكاملة

GMT 00:15 2018 الخميس ,04 تشرين الأول / أكتوبر

علاج مفاجئ للصلع باستخدام مادة لتقليد رائحة خشب الصندل

GMT 03:39 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

آرسين فينغر يضم النني إلى تشكيلة أرسنال أمام سوانزي سيتي

GMT 09:43 2018 السبت ,06 كانون الثاني / يناير

تعرفي على أنواع الماسكرا المختلفة وطرق استخدامها

GMT 14:12 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

فندق مارينا الكويت يستقبل رأس السنة الجديدة بعروض مميزة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
2023 جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates