كورونا ما زال يتحور ويتغير ويتطور ويدوخ العالم أكثر وأكثر.
منظمة الصحة العالمية أعلنت أن السلالة الجديدة من الفيروس التى ظهرت فى بريطانيا وصلت إلى 60 دولة حتى الآن. كما أعلنت عن ظهور سلالة أخرى من المرض فى جنوب أفريقيا أثارت قلق المنظمة بعد أن وصلت إلى 23 نقطة حتى اللحظة.
وحالياً تراقب المنظمة ظهور سلالات جديدة أخرى من الفيروس فى البرازيل.
نسخ عديدة من الفيروس تظهر فى دول العالم المختلفة، تقف أمامها دول العالم عاجزة عن إيقاف زحفها.
القاسم المشترك الأعظم بين النسخ الجديدة يتحدد فى قدرتها على الانتشار السريع، سواء داخل دولة المنشأ، أو فيما يتعلق بالانتقال من موطن النسخة إلى غيرها من دول ومناطق العالم.. وقد صعد عداد الإصابات بالفيروس مؤخراً إلى ما يقرب من 100 مليون مصاب.
كل ما تملكه منظمة الصحة العالمية وكذلك الجهات الصحية المسئولة داخل دول العالم هو التحذير.. لا شىء أكثر.
الشاعر العربى القديم يقول: «ومن المقدور لا ينجو الحذر». فماذا يمكن أن يفعل الإنسان أمام فيروس شديد المراوغة، تأتيه من الشرق يأتيك من الغرب، تأتيه من الشمال يأتيك من الجنوب.
لقاحات عديدة تعلن حكومات الدول المختلفة عن بدء تطعيم مواطنيها بها، لكن لا أحد يعرف على وجه التحديد جدواها، ولا يستطيع أن يحدد مع أى سلالة من سلالات كورونا العديدة تتعامل.
فى الولايات المتحدة الأمريكية اتهم «بايدن» الخطة التى وضعتها إدارة «ترامب» لمواجهة الجائحة بالفشل، ووقع على إجراءات خطة جديدة للمواجهة يرى أنها أكثر نجاعة. الوقت كفيل بالحكم على مدى دقة هذا الكلام، فليس من السهل أن نقرر احتمالات النجاح أو الفشل لمجموعة من الإجراءات سبق أن تابع العالم إجراءات مشابهة لها أو مختلفة عنها لم تفلح فى وقف زحف الفيروس.
فى أوروبا خرج الفيروس عن السيطرة داخل بعض الدول، مثل المملكة المتحدة، وفى العالم العربى يحدث الأمر نفسه، وقد أعلنت الحكومة اللبنانية مؤخراً عجز النظام الصحى لديها عن استيعاب الارتفاع المتنامى فى عدد الإصابات.
دول أخرى تتحفظ عند الحديث عن أوضاع الفيروس لديها، وتعتمد معايير خاصة فى تحديد عدد الإصابات أو الوفيات اليومية، وترى أن ذلك هو الأفضل بالنسبة لها.
العالم كله «ملخبط» و«متلخبط» فى مواجهة الفيروس، البعض يقول إن سرعة التحور والانتشار وتنوع الأعراض وتعدد التأثيرات الناتجة عن الفيروس تسند أصحاب نظرية المؤامرة الذين يرددون أن الفيروس ليس طبيعياً بل مخلق أو مُصنع بصورة أو بأخرى.
فى المقابل هناك من يرى أن يد الله تعمل، وأن الفيروس ابتلاء من الله تعالى للبشر، وأن تحوراته وتأثيراته هى رسالة من السماء تثبت للإنسان أنه ما زال عاجزاً، رغم ما وصل إليه من تقدم علمى وتكنولوجى.
لا أحد يعرف شيئاً أو قادر على حسم شىء معين فيما يحدث.. ويبدو أن أمر هذا الفيروس سيطول حتى يأذن الله تعالى له بنهاية.