إنها أحداث الساعات الأخيرة فى حكم الرئيس الأمريكى «دونالد ترامب».
قرار لافت أعلنت عنه وزارة الدفاع الأمريكية بضم إسرائيل إلى منطقة القيادة المركزية للقوات المسلحة الأمريكية المسئولة عن منطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى.
يُعد القرار ثمرة من ثمرات قرار تطبيع العلاقات بين إسرائيل وبعض دول الخليج العربى. والهدف منه توحيد صف القوى ذات المصلحة المشتركة فى مواجهة ما يوصف بـ«الخطر الإيرانى».
بالتزامن مع هذا القرار أصدرت كل من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا بياناً حذرت فيه إيران من نتائج الاتجاه نحو تخصيب اليورانيوم بنسب تؤدى بها إلى إنتاج رؤوس نووية.
الرد الإيرانى كان حاضراً وسريعاً، فقد أجرى الحرس الثورى الإيرانى، بالتزامن مع الخطوتين الأمريكية والأوروبية، مناورة عسكرية كبرى استُخدمت فيها الصواريخ البالستية وطائرات انتحارية بدون طيار.
منذ قيام أنصار «ترامب» باقتحام مبنى الكونجرس الأمريكى يوم 6 يناير الحالى، والأحداث الكبرى تتسارع داخل الولايات المتحدة، وكذلك فى منطقة الشرق الأوسط.
أصر الديمقراطيون على المضى قدماً فى إجراءات عزل «ترامب» قبل أيام معدودات من انتهاء فترة ولايته، وحصلوا على موافقة مجلس النواب على محاكمته وعزله، ويتبقى أن يوافق مجلس الشيوخ على ذلك. ومجلس الشيوخ سيجتمع بعد أن يكون «ترامب» خارج البيت الأبيض!
كثيرون تحفّظوا على خطوة الديمقراطيين بعزل ترامب، خصوصاً فى ضوء ما يمكن أن يترتب عليها من تعميق للانقسام داخل الولايات المتحدة الأمريكية.
فهل قصد الديمقراطيون بهذه الخطوة مجرد مناكفة أو إرباك «ترامب» لشغله عن اتخاذ قرار بتوجيه ضربة عسكرية ضد إيران تتشارك معه فيها إسرائيل؟
البعض يتحسّب من إقدام «ترامب» على مثل هذه الخطوة، فحتى الساعات الأخيرة من حكمه يظل بإمكانه تحريك القوات الأمريكية نحو ضرب أهداف نوعية أو مصالحية معينة داخل إيران أو خارجها.
بإمكان «ترامب» أن يقدم على هذه الخطوة فى آخر 24 ساعة من حكمه ليضع الرئيس الأمريكى الجديد جو بايدن فى مأزق كبير.
إسرائيل ومعها عدد من الدول العربية المتأفّفة من تمدّد أذرع إيران فى المنطقة ترحب بمثل هذه الخطوة، بل وتتمناها.
من ناحيتها تتعامل إيران مع هذه التهديدات بمنطق «كل شىء وارد»، والمناورة الأخيرة التى قام بها الحرس الثورى يوم الجمعة الماضى تحمل رسالة مباشرة بأن قادة إيران متحسّبون من وقوع هجوم عليهم خلال الساعات الأخيرة من حكم «ترامب».
خطوة توجيه ضربة عسكرية إلى إيران ليست بالسهلة، وكل الأطراف التى تتمنّى تحرك الولايات المتحدة الأمريكية فى هذا الاتجاه تعلم النتائج التى يمكن أن تترتب عليها.
ودعنى أذكرك بما سبق وقلته لك من أن الحرب على إيران لن تكون مثل الحرب على العراق، فالكلفة هذه المرة سوف تكون أضعافاً مضاعفة، وهناك تهديدات خرجت على ألسنة مسئولين إيرانيين تشير إلى أن الرد سيكون داخل وخارج الولايات المتحدة الأمريكية.
الساعات الأخيرة لحكم ترامب ستكون عصيبة على الداخل الأمريكى وعلى منطقة الشرق الأوسط ككل.. والمفاجآت واردة.