الإنسانيةُ بوابةُ النهوض والحضارة
نتنياهو يجري الاثنين أول نقاش مع القيادات الأمنية حول الموقف من الاتفاق النووي الإيراني "الديري" عصابات من الأجانب بسوق العمل المتحدث باسم وزارة الصحة العراقية يعلن عن وجود إصابات في صفوف الأطفال والشباب بالسلالة المتحورة في العراق مقتل قيادي في ميليشيا حزب الله العراقية جراء انفجار عبوة ناسفة بمحافظة بابل مجلس التعاون الخليجي يدعو للتهدئة في الصومال وحل الخلافات بالطرق السلمية إيران تتهم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتسريب تقارير سرية عن نشاطها النووي الشرطة الأفغانية تعلن عن 3 انفجارات منفصلة في العاصمة الأفغانية كابول تخلف 5 قتلى على الأقل وجريحين الخارجية السودانية تعلن أن وزارة الخارجية الإثيوبية أصدرت بيانا مؤسفا يخوّن تاريخ علاقات إثيوبيا بالسودان وينحط فى وصفه للسودان إلى الإهانة التي لا تغتفر السودان يطالب أثيوبيا بالكف عن "ادعاءات لا يسندها حق ولا حقائق" الخارجية السودانية يؤكد أن السودان لا يمكن أن يأتمن إثيوبيا والقوات الأثيوبية على المساعدة فى بسط السلام وتأتي القوات الأثيوبية معتدية عبر الحدود
أخر الأخبار

الإنسانيةُ بوابةُ النهوض والحضارة

الإنسانيةُ بوابةُ النهوض والحضارة

 صوت الإمارات -

الإنسانيةُ بوابةُ النهوض والحضارة

فاطمة ناعوت
بقلم : فاطمة ناعوت

الإنسانيةُ وقبولُ الآخر= النهوض والتنمية والحضارة. معادلةٌ منطقيةٌ بسيطة من الدرجة الأولى ولاشكّ فى صحتها الأبدية الأزلية: نظريًّا وعلميًّا وواقعيًّا وتاريخيًّا. فالدولُ التى تعانى من الأمراض الطائفية والوعكات العنصرية، تنفقُ دخلَها القومى وتحرقُ جهودَ أبنائها فى إصلاح التداعيات الناجمة عن تلك الصدوع المجتمعية الخطيرة والصراعات الدموية بين بنيها. بينما تنفقُ الدول الناجية من تلك الأدران ميزانيتَها وجهود مواطنيها فى التنمية والتطوير والنهوض والحضارة. أغمضْ عينيك أيها القارئ واستدعِ من خيالك أىّ بلد فى أىّ حقبة زمنية. ثم انظرْ إلى موقعها على سُلّم التنمية والاقتصاد والحضارة، ثم اطرحْ هذا السؤال البسيط: هل تعانى تلك الدولة من أى محن عنصرية أو طائفية؟ هل يعانى المواطنُ فيها من التمييز على أساس العرق أو العقيدة؟ ستجد الإجابة دائمًا عكسية. الدولُ المتطورة حضاريًّا واقتصاديًّا، لا يعترفُ مواطنوها بالتمييز العقدى أو العرقى أو الطبقى، بل يحيا الجميعُ تحت مظلة شاسعة من الأخوة الإنسانية التى تنهضُ بالمجتمعات. والعكسُ دائمًا صحيح.

يوم ٤ فبراير الماضى، الذى يحتفلُ فيه العالمُ سنويًّا «باليوم العالمى للأخوة الإنسانية»، الذى اعتمدته الأممُ المتحدة عقب توقيع البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية والدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف على وثيقة «الأخوة الإنسانية» فى مثل ذاك اليوم عام ٢٠١٩، قال الرئيس عبدالفتاح السيسى إننا نحتاجُ، أكثر من أى وقت مضى، إلى قيمة الأخوة الإنسانية، وإن هذه المناسبة تذكّرنا بحتمية الحوار المجتمعى لفهم وتقبُّل الآخر، وتعزيز التعاون بين المواطنين لنبذ التعصب والتصدى لخطاب الكراهية، ونشر قيم التسامح والعدل والمساواة من أجل تحقيق السلام والاستقرار.

ومصرُ أولى دول العالم بقيم الأخوة الإنسانية والتسامح العقدى. فهى الأرضُ الوحيدة على هذا الكوكب التى فتحت قلبَها وذراعيها للأديان الثلاثة فى فجر مولدها. فعلى أرضها كلّمَ اللهُ النبىَّ موسى عليه السلام فى أرض سيناء، وكانت أرضُها الطيبة هى الملاذَ الآمن الذى استقبل السيدةَ العذراء وطفلَها السيد المسيح عليهما السلام حين هربا من الملك السفاح هيرودس، قاتل الأطفال فى أرض فلسطين، ثم فتحت مصرُ بابَها للإسلام منذ فجره الأول، لتجمعَ الرسالاتِ الثلاثَ فى قلبها. لهذا فمن الطبيعى أن تغدو مصرُ محطَّ أنظار العالم فى شيوع قيم التحابّ والتآخى والسلام بين أبنائها، ومن غير المنطقى أن تنبتَ بين ربوع مصر أزماتٌ طائفية أو خطابات كراهية أو سقطاتُ تنمّر وإقصائية. نحن أبناء الحضارة التى ابتكرت «قانون الإنسان» فى فجر التاريخ البشرى قبل صكّ مصطلح «الإنسانية» بأزمان وأزمان. نحن أبناء السلف المصرى الصالح الذى علّم البشريةَ كيف يكونُ الإنسانُ إنسانًا فابتكر قانون «ماعت» الذى سبق العالم تحضرًا وسموًّا ونبلًا، فما كان القوى يتجبّر أو يقسو، بل يمنحُ الضعيفَ من قوّته. فى اعترافاته الإيجابية والسلبية لحظة وفاته كان الجدُّ المصرى يقول: «كنتُ عينًا للكفيف. كنتُ ساقًا للكسيح. كنتُ يدًا للمشلول. كنتُ أبًا لليتيم. لم أتسبّب فى دموع إنسان. لم أتسبب فى شقاء حيوان. لم أعذِّب نباتًا بأن نسيتَ أن أسقيَه. لم أُسبّب البؤسَ لأحد.

لم أقتل ولم أحرّض على القتل. لم أتسبّب فى الإرهاب. لم أتكلّم بازدراء لأحد. لم أغضب دون سبب وجيه. ولم أسمح لغضبى بأن يتسبب فى الإيذاء». ذاك هو جدُّنا المصرى العظيم، الذى علينا أن نجهد ونرتقى ونطوّر من أرواحنا وثقافتنا وسموّنا وإنسانيتنا حتى نستحقَّ أن نكون حفدةً له.

فى كتاب «التطور الخلّاق»، يقول الفيلسوفُ الفرنسى «هنرى برجسون»: (الإنسانُ العادى ميال بطبيعته إلى موافقة الجماعة التى ينتمى إليها. أما العبقرىُ فيشعرُ أنه ينتمى إلى البشرية جمعاء. ولذا فهو يخترق حدودَ الجماعة التى نشأ فيها ويثور على العرف الذى يدعم كيانها وينبذُ الأغرابَ عنها. الإنسان الممتازُ يخاطبُ الإنسانية كلَّها بلغة الحب).

إن كنّا ننشدُ النهوض بمصرَ حقًّا، على المستوى الأخلاقى والاقتصادى والتنموى والحضارى؛ فعلينا أن نُعيدُ إلى ألسننا ومعاجمنا الكلمة الطيبة التى قتلناها فى أفواهنا، وأن نُعيدَ إلى قلوبنا قيمَ التراحم والأخوة والمحبة. دعونا نُصمت ألسنَ التباغض والبذاءة والتلاعن والتكفير والتنمّر والطائفية والمذهبية التى أثبت الواقعُ والتاريخُ أنها تدمّر المجتمعات وتقوّض الحضارات وتعطّل جميع محاولات النهوض والتنمية. دعونا نؤمن بالفعل لا بالقول بآية كريمة من القرآن الكريم تقول: «ألمْ ترَ كيف ضرب َاللهُ مثلاً كلمةً طيبة كشجرةٍ طيبة، أصلُها ثابتٌ وفرعُها فى السماء، تؤتى أُكُلَها كلَّ حين بإذن ربّها، ويضربُ اللهُ الأمثالَ للناس لعلّهم يتذكرون». «الدينُ لله، والوطنُ لمن ينشرُ قيمَ الأخوة الإنسانية بين أبناء الوطن».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإنسانيةُ بوابةُ النهوض والحضارة الإنسانيةُ بوابةُ النهوض والحضارة



GMT 19:28 2021 الإثنين ,08 شباط / فبراير

أبناء البحرين يد واحدة ضد الإرهاب

GMT 19:24 2021 الإثنين ,08 شباط / فبراير

خطاب بايدن

GMT 19:20 2021 الإثنين ,08 شباط / فبراير

إمسك توك توك!

GMT 19:18 2021 الإثنين ,08 شباط / فبراير

قرار صائب!

GMT 19:16 2021 الإثنين ,08 شباط / فبراير

هامش على مداخلة الرئيس

GMT 12:44 2020 الأربعاء ,10 حزيران / يونيو

عازف غيتار هندي ينشر فيديو لحفلة مع 2 من الببغاوات

GMT 05:37 2016 الأربعاء ,21 كانون الأول / ديسمبر

بيب غوارديولا يسعى إلى ضم قائد "شاختار" الأوكراني

GMT 19:25 2016 الثلاثاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

جيسي عبدو تشارك في مسلسل "فخامة الشك" أمام يورغو شلهوب

GMT 00:22 2019 الأحد ,13 كانون الثاني / يناير

اختيار "ميدان" كأجمل مضامير سباقات الخيول العالمية

GMT 15:27 2018 الأحد ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقع خلّابة ومميزة زوريها في مالطا لشهر العسل

GMT 05:02 2018 الجمعة ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

برنامج أفلام وندوات مهرجان القاهرة السينمائى الخميس

GMT 16:22 2018 الجمعة ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

منتجع "أيلا الجبل الأخضر" في عمان طابع خشبي وأنشطة متكاملة

GMT 00:15 2018 الخميس ,04 تشرين الأول / أكتوبر

علاج مفاجئ للصلع باستخدام مادة لتقليد رائحة خشب الصندل

GMT 03:39 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

آرسين فينغر يضم النني إلى تشكيلة أرسنال أمام سوانزي سيتي

GMT 09:43 2018 السبت ,06 كانون الثاني / يناير

تعرفي على أنواع الماسكرا المختلفة وطرق استخدامها

GMT 14:12 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

فندق مارينا الكويت يستقبل رأس السنة الجديدة بعروض مميزة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
2023 جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates