بقلم : أسامة الماجد
ما هي الحلول العميقة والمضمونة والمعتمدة في التصدي لجائحة كورونا التي ستبعدنا عن الأرقام القياسية وغير المسبوقة التي شهدتها البحرين خلال الأيام القليلة الماضية، حيث وصلت الأرقام إلى مراحل مخيفة قياسا بحجم البحرين، وكأننا في رحلات دائرية لا تنتهي وطين الاستهتار واللامبالاة يرتفع من كل ناحية.
الجهات المسؤولة تعمل بلا توقف ليلا ونهارا، لكن مازالت النتيجة غير مرضية، وأتصور – هذا تقدير شخصي - أننا بحاجة إلى الحظر الجزئي كما فعلت الكثير من دول العالم على الأقل لنكون على بينة ولتخفيف الضغط الكبير على الأطقم الطبية والأمنية، إذ لا يعقل استمرارنا في استيعاب أعداد كبيرة من المصابين بهذه الصورة خصوصا أن سلالة الفيروس المتحور سريعة جدًا في الانتشار كما بينت الجهات المختصة والنسبة الأعلى بسبب التجمعات العائلية، كما أود كمواطن ملتزم بكل الإرشادات والاحترازات أن أجد جوابا من الجهات المختصة لما حدث لي.
فقبل أيام شاهدت ازدحاما شديدا في المواقف المقابلة لأستاد خليفة الرياضي، أعداد كبيرة من العمال الآسيويين يغسلون السيارات ويتحلق حولهم الشباب من مختلف الأعمار، وأول سؤال قفز في وجهي هو.. كيف يتم السماح لمثل هذا التجمع وتقاطيعه المخيفة، ونحن نعرف الغشاء الرقيق لعقول بعض العمالة الآسيوية التي لا تعرف معنى الالتزام والإرشادات؟! كمواطن قمت بالدور المنوط بي واتصلت بالأرقام المخصصة وبلغت عن التجمع وشرحت مدى الخطر وإلخ... أجابني أحد الإخوة وقال إنهم سيرسلون “دورية” إلى الموقع وشكرني على الحس الوطني وغيرتي على سلامة وصحة الجميع.
عدت إلى المنزل وتصورت أن مسألة التجمع في المواقف انتهت، ومن المؤكد أنه سيكون خاليا يوم الغد، أو على أقل تقدير ليس بمثل ذلك العدد الكبير، لكن انهالت على رأسي مطارق الدهشة والاستغراب عندما شاهدت نفس المنظر في اليوم الثاني وفي نفس التوقيت. ألا يعتبر هذا تجمعا خطيرا بكل الدلالات والمعاني!.