بقلم : أسامة الماجد
توقفت كثيرا عند الانقلاب الأخير الذي جرى في مينمار بعد أن استولى الجيش على مقاليد السلطة في البلاد، بعد نحو عقد من موافقته على تسليم السلطة إلى المدنيين، وحالة الإرباك التي سادت المجتمع الدولي، ففي كل مكان نجد الإخفاق والفشل والجوع والضعف وفتيل النار والمآسي تعري الأجساد، حتى أصبح الإنسان في تلك الدول التي اختفى فيها الأمن والأمان وحيدا في منفى خوفه الرابض على صدره.
لننظر من حولنا ونرى حتى قبل أن نسمع الجواب، ففي إيران يموت الشعب فقرا وجوعا، فهو معزول عن العالم، 80 مليون إيراني يعيشون دون أوكسجين ويتقاتلون فيما بينهم على “نتفة” خبز كما العصور الأولى للإنسان، وهناك نحو 45 مليون شخص في 16 دولة في مجموعة التنمية لأفريقيا الجنوبية يعانون من انعدام شديد في أمن الغذاء بعد موجات متكررة من الجفاف والفيضانات وتدهور الأوضاع الاقتصادية، وجائحة كورونا دفعت 45 مليون شخص إضافي في أميركا اللاتينية إلى خط الفقر، ومنابع الإرهاب والتطرف تزداد في أوروبا التي أصبحت لا تفرق بين ماكينة الخياطة والإبرة، ومجتمعات أخرى انقطعت حنجرتها من العويل والفساد بمختلف أشكاله والسرقات وتلوثت بالكامل وطحنت فيها الإنسانية.
إن مسألة الفوضى منطبقة كليا على الواقع الراهن الذي يعيشه العالم، لكن الدول التي تسير بثبات وثقة ولديها شعب واع ومطلع ويعرف الطريق الصحيح من الطريق الخطأ حتما ستكون في الموقع الآمن بل ستحتفظ بالدور الفعلي والقيادي وسيكون نجاحها له صداه وتميزه الذي سينير الكون، ونحن في مملكة البحرين أنعم الله تعالى علينا بنعمة الأمن والأمان التي يحسدنا عليها الآخرون الذين يتمنون ولو 1 في المئة مما وفرته قيادتنا حفظها الله ورعاها، فنحن لا نعرف الجوع والتشرد، ولا الخوف من المجهول، ولا العيش وسط لهيب الفقر والعوز، ولدينا مناعة من أمراض التخلف والجهل، وكل هذا من أعظم نعم الله على البحرين وسائر مجتمعاتنا الخليجية، لنحمد الله على كلمة “أنا بحريني”.