بقلم : أسامة الماجد
إذا قارنا الإدارة الأميركية الجديدة بالإدارة السابقة سنلاحظ بعض الحقائق المهمة والعديدة التي تتعلق بالعلاقات مع العرب وخصوصا دول الخليج، فبنظرة أوسع يمكننا أن نشاهد ميل إدارة الرئيس “بايدن” إلى الاستعلاء على العرب بفكرة الضغط الاقتصادي كوسيلة بديلة لنسخة ثانية من الخراب العربي الذي حمله الديمقراطيون إلى المنطقة، وهناك استعدادات على ما يبدو على قدم وساق وعزيمة قوية في إدارة “بايدن” للخروج عن طريق السلم والوفاق مع العرب وكل المدلولات الإحصائية تقول إن هناك تغيرا في السياسة الأميركية في الوقت الحاضر، لعل أولها دعم العملاء وأصحاب ثقافة الانقلاب كما فعل أوباما على نطاق واسع، وبساطة الحصول على ثرثرة المنظمات الدولية وحشدها ضد العرب وتذليل المشاكل والصعوبات لـ “المرتزقة” وبالتالي فتح الطريق أمامهم، لكن هناك قصور وخلل كبير في إدارة “بايدن” إذا تصورت أن الدول العربية ستبقى عاجزة ولن تقوم بأي دور متميز في مجابهة حماقة إنعاش المؤامرة، فالأمر اختلف تماما والدول العربية تسير على استراتيجية واضحة ومحددة ولن تعير أي اهتمام للنظرة الأميركية الفوقية والمتعالية.
هناك معطيات كثيرة عززت مواقع دول الخليج والعرب بقيادة المملكة العربية السعودية التي باستطاعتها نظرا لريادتها وثقلها ومكانتها إحداث الفعل الحاسم في المحافظة على أمن واستقرار المنطقة وتحقيق أهداف الأمة العربية مهما اشتدت هجمات الإدارات الأميركية المتعاقبة وتنوعت أساليبها التآمرية، فالسعودية تنشر ربوع السلام في العالم منذ فجر التاريخ وذلك بوحي من تعاليم ديننا وتقاليدنا العربية الأصيلة، ويعرف متتبعوا تاريخ المملكة العربية السعودية قوتها وكلمتها الواضحة وضوح الحقيقة.
بصورة عامة توجد الكثير من العوامل التي تشير إلى ضعف قدرة وحكمة إدارة الرئيس الأميركي “جو بايدن” في معالجة الشؤون والمسائل السياسية، وعلى ما يبدو ليس هناك مكان لمحترف في إدارته يعتمد عليه في الاستشارة ووزن التقديرات وإمعان التفكير فيها جيدا، والأيام القادمة ستثبت ذلك.