بقلم : أسامة الماجد
من المؤكد أن لدينا طابورا خامسا غير مرئي يقوم بواجبه بحماس وروتين صاعد، ومحاولة تفجير جهازين للصراف الآلي تابعين لأحد البنوك الوطنية في منطقتي النعيم وجدحفص لزعزعة الأمن والاستقرار في مملكة البحرين، تؤكد وجودهم وما يمثلونه من إرهاب وإجرام ورجعية، وسبق أن كتبنا من قبل أن هناك عيونا خائنة مندسة بدل أن تحمي الوطن تساعد على تخريبه وتدميره، وهي كما علمتنا التجربة خلال الأزمة، عيون موجودة في كل القطاعات، أعداء للوطن متسترون بمختلف الوظائف، علينا أن نعي الدرس لحماية وطننا، وأن لا نترك مجالا للوجوه والأعين الخائنة والمندسة للظهور مرة أخرى، فعندما يغفل الوطن ونعطيهم الأمان تستيقظ أمانيهم الحاقدة وتنفجر مؤامراتهم ومخططاتهم، تجدهم أمامك بوجه أبيض وفوق رؤوسهم تحلق طيور البراءة، ومن خلفك يقومون بدور تخريبي على مستويات عديدة، كل حسب موقع عمله.
هؤلاء المحاصرون بالحقد والكراهية ينبغي كشفهم في كل ميدان، فهم يعيشون بيننا ويشاركوننا هواء البحرين النقي والماء والأكل وحتى في أعمالنا وربما يصافحوننا في الشارع ونحن لا نعرف الدفاتر المدرسية التي يتعلمون منها ولا نيتهم السوداء تجاه الوطن، وصفائح البنزين التي يخبئونها لترويع الآمنين والأبرياء.
إذا كانت البشرية تتقدم دوما على الرغم مما تمتلئ به حياتها من مثبطات ومساوئ، إلا أن أمثال هؤلاء الخونة وحشرات الطابور الخامس ليس لهم أي معنى في الحياة الإنسانية وهم بهذا الضمير المريض والشرير، يعملون نهارا كالأسوياء حتى تغيب الحدود الفاصلة، وفي الليل يتحولون إلى قبضة قاسية مرعبة تستهدف الوطن وأمنه واستقراره ومن ثم يعودون إلى حياتهم اليومية المألوفة وكأن شيئا لم يحصل. باستطاعة الإنسان أن يعتاد الحياة في أقسى الظروف، ولكن لا يمكن أن يعتاد على خيانة الوطن إلا إذا كان خارج منظومة البشر ويعيش داخل القفص، فالمسألة تحدد نفسها، والأهم اليوم إدانة تلك الأعمال الإرهابية من قبل الجميع ولا مجال لاختلاق الأعذار. من يحب وطنه ويعتبر نفسه شريفا يخرج ويتكلم ولا يكذب علينا ويقول إنه عاجز ويخاف وكأنه غريب لا قوام له.