بقلم : ياسمين خلف
النتيجة وبلاشك مرضى يأنون، وآخرون تزداد مضاعفات أمراضهم، فيما البعض الآخر سيوارون الثرى في المقابر، فليس من المقبول أبداً أن تُغلق المراكز الصحية أيام العطل الأسبوعية والإجازات الرسمية، ولا حتى أن توقت مواعيد افتتاحها على فترتين صباحية ومسائية! فالمرض لا يعرف تقاويم العطل ولا يدرك اختلاف الليل والنهار، فعندما يهجم فجأة على أحدهم، وتزداد شراسته، سيطبق على ضحيته ولن تتمكن من أن تقنعه بأن المركز الصحي مغلق، وأنه سيفتح أبوابه بعد ساعات!
في حادثتين مؤسفتين الأسبوع الفائت، فقد شابان في جزيرة سترة حياتهما وهما في طريق نقلهما إلى مجمع السلمانية الطبي، بعدما سقط أحدهما خلال ممارسته رياضة المشي، ورفض المستشفى الخاص استقباله لحالته الحرجة! والآخر عندما سقط متشنجاً خلال تسوقه مع زوجته وتأخر وصول سيارة الإسعاف إليه! وذلك لتعذر نقلهما وإسعافهما في المركز الصحي في المنطقة لأنه “مغلق”! جزيرة سترة، ذات القرى السبع المأهولة بالسكان والتي يصل عدد قاطنيها قرابة المئة ألف من مواطنين ومقيمين - حسب أرقام تقريبية - كيف تترك دون أن يوفر فيها مستشفى حكومي أو مركز صحي على مدار الساعة مزود بسيارة إسعاف واحدة كأضعف الإيمان! فالحاجة ماسة لتوفير مركز صحي في جزيرة بحجم جزيرة سترة التي يتكبد قاطنوها مشقة الوصول إلى مجمع السلمانية الطبي في المنامة، خصوصاً ساعات الذروة على الجسر الفاصل بينهما، ولا ننسى الفئة المعوزة التي لا تملك وسيلة مواصلات خاصة تمكنها من الإسراع وإسعاف مريضها ونقله مباشرة للمستشفى، حيث يصدمون بتأخر خدمة الإسعاف إليهم، والنتيجة فقدان عزيزهم.