بقلم : عباس صنوبري
ذهبت مغامرة ترديد شعار “الموت لروحاني” إلى أبعد من هيكلها المعتاد في مسيرة 11 فبراير الصورية التي أوصى بها الولي الفقيه وتحولت إلى قضية جديرة بالاهتمام في صراع زمر النظام المنتمية لولاية الفقيه.
فالزمرة المغلوبة على أمرها والتي ترى أن هذا التحرك تمهيد لاستئصالها من دائرة السلطة الحكومية ومنصب رئاسة الجمهورية أبدت رد فعلها على ذلك في العديد من البيانات، بدءًا من التحذير من الخلافة وصولا إلى إشعال نيران الاحتجاجات في المجتمع وعواقبها الوخيمة على النظام بأكمله.
وتعليقًا على أحدث المواقف، تحدثت صحيفة “همدلي” في 15 فبراير 2021 عن ظاهرة ربما من شأنها أن تصل على شكل لعبة الدومينو إلى نقطة لا تتوافق نتيجتها مع نوايا مطوري هذه السياسة المتناغمة، وبموجب شفرة “الموقف الخطير” تتوقع هذه الصحيفة احتدام غضب جماهير الشعب الجامح المستعصي السيطرة عليه في الشوارع، وتحذر من تكرار مثل هذا التحرك.
التحذير من خطر الانتفاضة.. لا شك في أن الاعتراض على تكرار هذا النوع من الاعتداءات على المسؤولين البارزين الآخرين في نظام الملالي يعتبر إشارة ضمنية إلى انتشار شعار “الموت لخامنئي” في الشوارع، حيث هتف الإيرانيون باستفاضة بهذا الشعار بملء فيهم في المدن المتمردة في انتفاضات 1999 و2018 و2019، وبإلقاء نظرة على احتجاجات المتقاعدين والغضب الواضح في شعاراتهم، يتبادر إلى الذهن أن هذه الشعارات يمكن أن تتحول بسرعة إلى شعارات أخرى من قبيل “الموت لأصل ولاية الفقيه” و”الموت لخامنئي”، ومن منظور آخر، يحذر على ربيعي، المتحدث باسم حكومة روحاني، النظام برمته من هذا الخطر، قائلًا “مما يدعو إلى التفاؤل أن البعض يعتقد أن المجتمع بشكل عام سيرحب بتصريحات وإهانات هؤلاء الأفراد وأنهم سيكونون في مأمن من الانتشار علانية، ولعل الشعارات تنقلب عليهم بقوة أكبر في ظل الوضع الراهن نتيجة إنهاك عقولهم بسبب المعاناة من العقوبات وتفشي وباء كورونا والضغوط الاقتصادية”. “مجاهدين”.