بقلم : عباس صنوبري
أضواء مصابيح الخطر.. وبالنظر إلى ردود الأفعال فإن القضية لا تتلخص في شعار الموت لروحاني، فقد شهدنا في الماضي أيضًا مثل هذا التحرك، فهو ليس بالأمر الجديد، وهناك قائمة بما تسميه الزمرة المغلوبة على أمرها بالعمل التعسفي للرجعيين المتوحشين تجاه عملاء النظام الآخرين من نفس الزمرة، وما يجعل مثل هذا النوع من المناورات يتسم بالحساسية هو هشاشة وضع نظام الملالي من ناحية، وارتقاء الموقف الثوري للمجتمع، من ناحية أخرى.
إن مرحلة استخدام نظام الملالي وباء كورونا للقضاء على أبناء الوطن بشكل كبير بوصفه عقبة في طريق الانتفاضة على وشك الانتهاء، وربما تكون انتفاضة المتقاعدين في المدن الإيرانية البداية، ولكنها ليست النهاية على الإطلاق، فمن المتوقع أن يقوم العمال وغيرهم من فئات المجتمع بمثل هذه الخطوة، حيث إن مصابيح الخطر تُضاء، الواحد تلو الآخر، في الوقت الراهن.
الكؤوس الطافحة للانتفاضة.. “كل المشاكل ستصعد إلى السطح في آن واحد، وفي ذلك اليوم سينتهي تسامح أغلبية المجتمع، أي العمال، وسينفد صبرهم، وعندئذ لن تكون العواقب طيبة”. (صحيفة آرمان، 15 فبراير 2021). وبالنسبة للشعب، لا يتوقف الأمر عند زمرة معينة أو شريحة معينة من نظام الحكم، بل إن هذا النظام الفاشي برمته غير شرعي ويستحق الإطاحة به، والإيرانيون الآن ذهبوا إلى ما هو أبعد من زمر النظام برمتهم، حيث إنهم وجدوا أن الحل ليس في الألاعيب الانتخابية وتمرير القضايا والمشاكل من هذه الزمرة إلى تلك في نظام الملالي، التي وجدوها في الإطاحة به.
“إن تقليص الدافع لمشاركة أبناء الوطن في الانتخابات هو واقع آخر محسوس بسبب المشاكل الاقتصادية وانتشار الفقر والفساد في البلاد” (صحيفة مستقل، 15 فبراير 2021). لقد ظهر شبح الانتفاضة المروعة على رأس الاستبداد الديني، وفي ظل هذه الإحداثيات من شأن أي تحرك أن يكون بداية للقضاء على خامنئي ونظامه الفاشي، وهذا هو الوضع الثوري الذي تحذر بعض وسائل الإعلام والعناصر الحكومية بعضها البعض منه من الآن. “مجاهدين”.