علي ابو الريش
في بث شبكة أبوظبي، لبرنامج «رهن الإشارة»، أحسست أنني أملك الوطن العربي من محيطه إلى خليجه بيدي هاتين، وأنا أستمع لكلمات تخرج من القلب لتدخل القلب كالماء والبرَدْ، المتحدثون أبدوا استعداداً للتطوع دفاعاً عن حق الإمارات المشروع في مواجهة الغدر الحوثي وحليفه صالح.. هذه الكلمات بلغت مبلغ السيف في عنق عدو مخاتل، هذه الكلمات نسجت طريق الحرير في الوطن العربي الكبير، وأرخت للحظة تاريخية مفصلية فيها من معاني التلاحم، ما لم نشهد من سالف العهود، الأمر الذي يجعلنا نرفع الدعاء لقيادتنا الحكيمة التي فصلت في الأمر، الساعة المناسبة لتحرير اليمن ومنه درء الخطر عن المنطقة برمتها. في الأحاديث المختصرة مع إذاعة أبوظبي كان المتحدثون يؤكدون بإصرار لا نريد لليمن أن يكون عراقاً أو لبنان، أو سورية جديدة فنحن مستعدون للتضحية بأرواحنا وأولادنا من أجل الإمارات التي أولتنا الاهتمام وأعطتنا ما لم نلقه في بلداننا.. الإمارات تستحق الوفاء لأنها بلد النبلاء، بلد الرجال النجباء، الذين صنعوا دولة العز والرفاه والكرامة، رجال ما بخلوا بجهد ولا عرق، في سبيل إسعاد الناس جميعاً.. هذه العبارات أسكنت في الروح ثقافة التضحية والعطاء بلا حدود والذود عن الوطن، والحب الكبير الذي ألّف بين أغصان الشجرة الواحدة، شجرة الوطن.. فعرب هنا، على هذه الأرض الطيبة، ناخت ركابهم على تراب الإمارات، فاستسقوا من عذوبتها وتفيّأوا تحت ظلال «غافها» وذاقوا طعم القيم الإماراتية ما جعلهم يرفلون بثياب الصحراء البيضاء، ويعتمرون معاصمها، ويذهبون معنا إلى طريق القواسم المشتركة.. هنا في الإمارات، صناعة فريدة لم يشهدها التاريخ، وهي أن المواطن والمقيم على مختلف الأديان والأعراق، والألوان، الكل سواء عند حدود القانون، والكل ينعم بخير الإمارات، من جهده وكده بفضل الأمن والاستقرار اللذين تحتضنهما الإمارات، إذاً لا غرابة أن يشمر الجميع عن السواعد، رجال ونساء، ليقولوا لبَّيك يا بوخالد، كلنا فداك وفدا الإمارات، وشعبها الأبي، فلنمت جميعاً شرفاء، أو نحيا حياة الكبرياء والقمم العالية..
وبهذا التصميم والإصرار والإرادة الصلبة، نرى النصر قادماً، يمشي على أكف الرجال الأبطال، يزفونه للوطن مزيناً بإشراقة وجوه المنتصرين المؤزرين بعون الله، وتأييد القيادة الرشيدة.