علي أبو الريش
الدرس الذي قدمه جنودنا البواسل، والقرار الوطني الذي اتخذته حكومتنا، رسما معالم طريق جديدة واستنهضا وعياً جديداً لدى أطفالنا.. فالآن نشاهد الأطفال الصغار يمسكون بالأوراق البيضاء والأقلام الملونة ويرسمون جندياً إماراتياً يرفع علامة النصر ومن خلفه أشخاص آخرون يمثلون الشعب، يهتفون بالموت لأعداء الحرية والهلاك للطغاة، هذه ثقافة الأحلام الزاهية المطرزة بوعي يحمله أصحاب الأصابع الدقيقة ليرسمون مجد الإمارات وفضاءها الرحيب المعزز بألوان العلم الإماراتي، يرفرف خفاقاً كأجنحة الطير.. نعم لقد ذهب الهاجس القديم، ذهب العبث بوسائل التواصل الجماهيري وتبادل النكات الساذجة، فالجدية والالتزام الأخلاقي تجاه التضحيات الكبرى التي قدمها جيشنا المغوار، كل ذلك جاء بفضل منطلق القيادة الرشيدة وتوجهها الجاد تجاه قضايا ترسم مستقبلاً واعداً، لهذا الوطن الجميل وما رسومات الأطفال ومناقشتهم للآباء عن الحرب والشهادة إلا علامة بارزة على تحول جذري في الثقافة الوطنية وهذا أمر طبيعي، فالوطن الذي حقق منجزاته الحضارية وأنجز المكتسبات المبهرة يستحق سياجاً ثقافياً جاداً ومعتصماً بخيط الحقيقة لنبني معاً مجد الإمارات، وهنا يأتي الدور على المؤسسات الأخرى التعليمية والثقافية والرياضية أن تتماهى وهذا الوضع الجديد وأن تسير مع ركب الصادقين والمخلصين والمتفانين من أجل بناء جيل مختلف يقطف من حقول اليقظة أزهار وعيه ونهوضه، والإمارات تمر بحق بعصر الأنوار، وتسبق غيرها بمسافات واسعة، نحو تأسيس دولة التلاحم الشعب والانسجام الأسري ما بين القيادة والشعب، الأمر الذي يجعلنا نوقن أننا أمام واقع ملون بالفخر والاعتزاز بابن الإمارات وقد ضرب لنا جنودنا البواسل مثالاً يحتذى، وفتحوا لنا طريق المحبة من أجل سلام كوني يعم الوطن، ويذهب بنا جميعاً نحو آفاق التطور والرقي والتصالح مع النفس.. فأطفالنا مرآة تعكس انتقالنا من ثقافة الاستهلاك إلى ثقافة إنتاج الوعي المتجدد والجاد، لنجود جميعاً بأرواحنا رخيصة في حب الوطن وحريته.