علي أبو الريش
الإمارات طائر بأجنحة الخير، وتغريدة المحبة، ومنذ بدء أزمة «الخريف العربي» والإمارات في سعي دائب لأجل استقرار المنطقة والنأي بها عن أنياب الوحوش، والمستغلين، والانتهازيين، والوصوليين، والفوضويين، والعبثيين، والعدميين والإرهابيين، وهكذا وقفت الإمارات مع مصر، لدرء الأخطار عنها، ودفع الشر عن أهلها، وكذلك في ليبيا، واليمن، وعندما يتحدث صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، عن استقرار سوريا ووحدة أراضيها، إنما ينطلق سموه من المبادئ الثابتة للإمارات والقيم السامية التي زرعها في قلوبنا جميعاً زايد الخير طيب الله ثراه، هذه الكلمات التي فاه بها سموه، تقدم الدلالة والنموذج للسياسة الواضحة والصريحة، والمجردة من أي أجندات أو مصالح ذاتية، بل إن الإمارات منذ التأسيس قدمت نفسها للعالم، كنموذج للدولة التي تجد في الآخر جزءاً لا يتجزأ من الذات، ولا يمكن لعجلة الحضارة أن تمضي قدماً بغير هذه القناعات، لأن المعضلة التي يواجهها العالم اليوم هي نتيجة لسياسة التجزئة والتعامل بالقطعة مع الأحداث الجارية في بلدان كثيرة، وهذا ما أزّم الموقف في كل بلد، ووسّع الفجوة بين الأطراف المتصارعة، وخلق المأزق الرهيب، والإمارات بحكم الرؤية الواضحة، والتناول الشفاف للقضايا الراهنة ومن دون التحيز أو الابتعاد عن الحقيقة قيد أنملة، استطاعت أن تتخذ خطاً مستقيماً باتجاه العدالة الإنسانية، وباتجاه الأخذ بالحلول المناسبة التي تحفظ الود ما بين الحلول العادلة، ومن دون تمييز أو تفريق؛ لأن الهم الإماراتي كان ومن البداية، إبعاد المنطقة عن براكين النار العشوائية، والنأي بها عن الأخطار، والحفاظ على مكتسبات الشعوب، وحقوقها المشروعة، ولو استطاع العالم فهم هذه السياسة، لتجنب الكثير من الكوارث، ونجا من الأزمات المحدقة، وعاش في سلام ووئام، ولكن بعض الدول وكذلك الجماعات، أبت على نفسها إلا أن تخوض المرحلة بنفوس عاث فيها الفساد الوجداني، وتراكم فيها غبار العنف، وتزاحمت فيها معاول الهدم، وفؤوس العدوانية، حتى آل الوضع الإنساني في كثير من الدول العربية، إلى حال هي غير حال البشر، وإن لم تجد صرخة الإمارات من أذن تسمع وعقل يبصر فإن الأحوال ذاهبة إلى الأصعب لا محالة.