علي أبو الريش
2016.. عام فيه أثمد العين وبلسم الروح وصفحة القلب، تتفتح على عناية ورعاية وحماية وبداية بلا نهاية لعلاقة حميمية مع جليس لا يمل، وأنيس لا يكل، وحبيب لا يزل، ورحيب لا يخل.
في هذا العام، عام الإنسان الأعلى والأسلوب العظيم في تناول رغيف الحياة من موقد جمراته، وشم ووسم وحلم ونعم وشيم وقيم وخير الكلم.. في هذا العام وبمبادرة من أخير الناس وأشيمهم صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وبمباركة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أصبح للكتاب منطقة واسعة في الذهنية الإماراتية، والمعرفة عشبه القشيب، والطموح إلى العلا مكانه الخضيب، أصبح للكتاب مكانة ورزانة وصيانة وأمانة لكل من يريد أن يصل إلى العالم بطائرة جناحاها دفتا كتاب ومحركها أبجدية الكون والتكوين، وسماؤها فكرة مفتوحة على الآخر من دون ريبة أو غيبة أو لغة مكسورة بحرف النوايا المخيبة.
في 2016.. عام أمطاره نقاط على حروف الضاد، وسحاباته من مزن لا تناقض ولا تضاد، في هذا العام يكبر الحلم، تنمو أضلاعه وفروعه وجذوعه وسجعه وكنايته واستعارته وتشبيهه، يكبر الحلم بحجم الأفكار التي نمت وترعرعت وتفرعت على أرض سجيتها من سجايا المخلصين الصادقين، الرجال الذين أجادوا الفراسة في حراسة المنجز، وجادوا في عطائهم من أجل وطن حضاري يرتع بنجود وجود ووجود، لا تكدره عاقبة ولا تشوبه شائبة.
هذا العام، عام يمضي الزمن في الإمارات جواداً عربياً أصيلاً يأخذه إلى حيث المجد المجيد والسد الأكيد والعهد التليد والمد المديد.. هذا العام، عام الإنسان الذي سوف يسرد فيه الطير، الذي غرد عندما أطربته .
لأغصان اليانعة، وأنشدت من أجله العقول اليافعة، فصار الحلم موجة بيضاء وناصعة تثبت على سطح الماء، فتمنح الوجود حياة وحيوية، وتهدي السواحل بلل البدايات المشرقة، والوشايات العذبة.
في هذا العام سوف يهز العقل جذع النخلة ليحصد الرطب الجني، وليسعد التاريخ بوطن أسعد شعبه، فرفعه شعبه بأمنيات تتجلى واقعاً ساطعاً كأنه وجه القمر لامعاً، كأنه النجمة في كبد السماء.