علي أبو الريش
منذ أن تأسست الإمارات، ومنذ أن منّ الله عليها بخيره الجزيل، كان العهد على يد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بأن تكون الأيدي ممدودة للعالم، والنفس سخية، والقلب ثرياً بالحب والمودة، وهكذا مضت بلادنا تفرد أجنحة الخير وتفتح أشرعة البياض متوجهة للعالم بمبادئ إنسانية مستقاة من الدين الحنيف وقيمنا وعاداتنا وتقاليدنا التي بنيت على التعاون والتعاضد ومساعدة المحتاج وإغاثة الملهوف. وقد استكمل هذه الخطى المباركة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وولي العهد الأمين صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وبهذه الخطوات الحثيثة باتجاه العمل الإنساني الرائع أصبحت الإمارات متوجة باستحقاق كرائدة وسائدة في المنح والعطاء.. والتاريخ لا ينسى الذين يزخرفون صفحاته بالإنجازات العظيمة، التاريخ لا يصد ولا يحيد عن الذين يلونون حياة الناس بالفرح، وينقشون على قماشه أفئدة المعاني الجليلة التي ترفع من شأن الإنسان، وتصد عنه الضيم والظلم والظلام.
هذه الدرجة العالية في الترتيب، إنما هي علاقة فارقة تميز الإمارات عن سواها، فهي الدولة التي كما أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، التي «تقدم المساعدات بلا شروط أو مقابل وتريد الخير لكل الشعوب»، فاليوم وفي ظروف عصيبة يمر بها العالم، والانحيازات تجاه المصالح رهيبة ومريبة، تقف الإمارات في منأى عن هذه الافتراقات والاختراقات، تقف واليد بيضاء من غير سوء، تقف والنقاء يكمل العطاء والنوايا صافية كرقراق في جوف نهر جار.. هذه الإمارات التي صنعها زايد الخير، طيب الله ثراه، مستكملاً الطريق خليفة الخير، والأمل ومسيرة العطاء لا تكف ولا تجف ولا تخف، بل إن القيادة الرشيدة وضعت على عاتقها مسؤولية النهوض بالمشاعر الإنسانية والدفع بفلسفة العطاء ليصبح كوننا أسرة واحدة يجمع بينها التآلف والتحالف ضد الشر وضد منغصات الفكر البشري وضد الذين يقترفون جريمة الموت لإجهاض معاني الحياة.. الإمارات هكذا هي بوصلة السفر باتجاه الخير، قُبلة القمر في دياجير الليل.