علي ابو الريش
200 ألف يتيم تحت رعاية الإمارات، أفراد ومؤسسات، أي ما يعادل 3% من أيتام العالم.. فأينما تولي وجهك تجد يداً بيضاء تمتد كشراع تاريخي باتجاه العالم، من أجل رفع الضيم ورفع الغيم باتجاه زخات تبلل ريق من فَقَدَ الأب أو الأم، وهذا السعي مبعثه الروح القتالية التي يملكها إنسان الإمارات في الدفاع عن الإنسانية ومحاربة الفقر والجهل والمرض، هذا الثلاثي المرعب والبعض الذي يفتك بملايين من شعوب العالم، والإمارات تقف سداً وسنداً وعضداً وحداً فاصلاً ما بين طوفان الموت ووديان الحياة، فهي تغرف من نبع الخير لأجل خير البشرية وسعادتها ولأجل مستقبل يضيء دروب الملايين من أطفال العالم الذين أطفأت أنوار الحياة في عيونهم وباتت ضيمة القلوب داكنة إلى حد الرعب، الإمارات من نخلة القلوب الخضراء ترخي عناقيد الحياة وتحجب لظى الحرقات بأيادٍ كأشرعة تمتد إلى الورى إيماناً من قيادتنا الرشيدة، أن إنقاذ طفل في العالم هو زرع شجرة على ربوع التضاريس الإنسانية ورعاية طفل في أي بلد من بلدان العالم هي عناية بطاقة بشرية تستفيد منها المجتمعات.. هذه هي عقيدة الإمارات مستقاة من تعاليم الدين الحنيف ومن قيم هذا المجتمع النبيل الذي تربى أبناؤه على هبات الخير مساعدة المحتاج ونجدة المستغيث وشد أزر كل من يطلب العون.. هذه هي الإمارات تسافر قوافلها باتجاه الأفق بتألق المتفوقين في نجدة الآخر والمتحيزين دوماً إلى عدالة الكون، وشغف الأقمار إلى إضاءة الكرة الأرضية بأشعة كخيوط الحرير.. هذه هي الإمارات الطير فيها والشجر يحلقان بأجنحة السعادة ويرفرفان بأشرعة الانتماء إلى وطن العطاء والسخاء والنعيم المقيم في القلوب والدروب.. هذه هي الإمارات بلغة القرآن تتواصل مع الإنسان في كل مكان وكراسة التذكر مفتوحة وتستوعب كل اللغات وكل الوجوه وكل الأديان، فالإنسان أولاً وقبل كل شيء وهذا ما جعل بلادنا تتصدر المشهد الحضاري في العالم، وتقف عند قبل الجبل الثقافي يقصدها الناس من كل فج عميق، يأتونها من كل حدب وصوب، ويعتزون بوجودهم على أرض ما سمحت للضيم أن يقيم على أرضها، وما فتحت النوافذ لذرة غبار تجتاز غرفها.
هذه هي الإمارات مكان عقيدته الحب وسلوكه إسعاد الناس جميعاً وقيمه صافية كعيون الطير وأحلامه كزهرة برية تاقت إلى خيوط الشمس.. هذه هي الإمارات النسق والأفق والوجد والوجود والحلم المتطور نسلاً من نبع الأخلاق الحميدة.