علي ابو الريش
نداء تونس يطيح بصوت الإخوان، ويرهق كاهل حزب النهضة ما جعله يرفع الراية مستسلماً للأمر الواقع، الواقع الذي رفض أن ينساق خلف الشعار والعار، وأعلن عن تصريحه الأخير، مكللاً الأفكار النيرة بنجاح، يضع تونس الخضراء، أمام أشجار الغد وارفة الظلال، ويذهب بأمنيات الإنسان التونسي نحو آفاق مزدحمة، بشموع الذين ملوا الظلام، وساروا بالضوء، لأجل أن تمشي تونس في الوضوح وتقرأ كتاب المستقبل، وهي على بينة من دون ضغينة أو تبقى رهينة بأيدي الذين أجادوا صناعة الشعار، وفشلوا في تنفيذ القرار. والسر في ذلك، أن حزب النهضة أراد أن يضحي بالوطن لحساب حزبية ضيقة ولذلك، عندما استيقظت العيون على الظلام الدامس، هرعت إلى البحث عن مصابيح لتتفادى مزيداً من العثرات والنكبات والكبوات.. الآن وبعد فوز الحزب العلماني، تضع الإنسان التونسي نصب عينيه مشاريع بلده التي انتقص حقها، وأجهضت طموحاتها. وهيضت أهدافها، وقصقصة أجنحتها بسبب ترهات حزب أراد أن يحكم الناس بالعصا السحرية، فتحولت ثعابينه إلى حبال تلتوي على أعناق من آمنوا بقوتها وفتوتها وجبروتها.. نداء تونس الفائز تقع على عاتقه أعباء النهوض، بتونس وتنظيف شوارعها من ملصقات حزب، أرّق الناس وأحرق صحائفهم، ومزّق آمالهم، وفرّق شملهم، ولابد لنداء تونس أن ينادي الشعب التونسي، لكلمة سواء تحفظ السد وترفع الود، وتمنع عن تونس الوقوع مرة أخرى في براثن من يتربصون بهذا البلد ويتلصصون ويتخصصون في فعل ما لا يقبله دين، ولا ترضى به عقيدة.. على نداء تونس، بعد النجاح أن يحافظ على هذا النجاح، وأن يرص الصفوف، ويرفع الكتوف، ويمنع الخسوف والكسوف، ويسير بتونس باتجاه الطريق الصحيح، لأجل تصحيح ما ورد في قاموس حزب النهضة، وما بدا من هذا الحزب من أخطاء كارثية كادت تؤدي بتونس إلى قاع صفصف.. على نداء تونس أن يرفع النداء عالياً، لأجل نهضة تونس ورفعتها وتطورها وحميميتها، وتلاقيها مع الآخر من دون رواسب ولا خرائب ولا نواكب، حتى ترسخ جيداً قوى شاعرها الفذ أبو القاسم الشابي القائل:
إذا الشعب يوماً أراد الحياة .... فلابد أن يستجيب القدر.
ولابد لليل أن ينجلي ...... ولابد للقيد أن ينكسرنعم لابد لنداء تونس أن يجلي ليل الإخوان، ويعيد المصابيح إلى مكانها الصحيح، لتنهض تونس من جديد، وتستعيد خضرة أفكارها وأشجارها، وتلقي بالنفايات في سلة المهملات. على نداء تونس أن ينهض بما سقط به حزب الإخوان.