علي أبو الريش
في حوزة الصحراء عند نخلة رافلة بالعطاء، وسدرة غراء، نهضت المرأة الإماراتية ونفضت عن ثوبها أعباء سنوات خوالٍ، ذهبت بالحلم حتى آخر طرفة جفن، ذهبت بالتفاني حتى آخر الخطوات، وعملت على إرواء أعشاب القلب بفكر مستنير وصبر لا يلين، وعزيمة لا تتوقف عند حد.
كل هذا حدث لأن «أم الإمارات» سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، تقف بكل عزم وحزم وحسم وجزم وراء كل جهد، تدعم القدرات، وتعزز الخطوات بشيمة وثبات، وترفد عطاء المرأة الإماراتية بالتشجيع، وتوفير الإمكانات المادية والمعنوية كافة لأجل أن تخطو المرأة من دون خوف أو عقد، ولكي يستمر نجاحها من دون تردد أو قلق، إيماناً من سموها بأن المرأة هي الحضن والحصن، وهي الجذر والنهر، وهي القلم وخير الكلم، وهي الرأس والأساس، وهي السور والحبور، وهي الأفق والعنق.
المرأة في الزمان مكان وأمان واطمئنان، المرأة في الوطن الغصن وشراع السفن، هي الجزل والبذل، ولهذا كله شحذت سموها هم النساء لكي يكن على قدر المسؤولية وتحمل الالتزامات، كون الوطن بحاجة إلى كل ساعد وأنملة، الوطن بحاجة إلى أبنائه وبناته ليحملوا راياته عالية خفاقة.. وما الإشادة الأممية بجهود سموها إلا نتيجة مباشرة لكل هذا التاريخ المزدهر بقلائد العطاء التي رصعتها سموها في نحر وصدر لأجل أن ترتقي الإمارات، ويصبح اسمها دائماً في عنان السماء.
الإشادة الأممية تأتي لتكلل هذا البذل وترسم صورة واقعية لعمل إنساني زاخر بالنور، مليء بلآلئ التضحية من أجل الوطن وإنسانه.
هذه الإشادة تؤكد أن التاريخ لا ينسى كتاب المجد، ولا تغفل صفحاته عن حروف الأسماء المضيئة، هذه الإشادة شهادة على تاريخ وبصمة حقيقية يستحقها من جلل الحياة بالفرح، وتوج الإنسان بأعلى مراتب العلا، ومنح من عمره وصحته قطرات تروي ظمأ الحالمين بحياة تستنير بالعلم، وتسفر أقمارها بالوعي، وتثبت خطواتها عند هامات النجوم.