علي ابو الريش
أناشيد الوطن تخلد بخلود الدماء الزكية، والأرواح الطاهرة، وعلو الأكتاف، وسموق الأعناق، واتساع الآفاق، وصفاء الأحداق.. هكذا والوطن اليوم، يرفع الإشارة الحمراء في وجه المعتدي، ويعلن معتديه لكل معتد أثيم ونمام لئيم، ومحتال عقيم، ومختال سقيم.
هكذا والوطن، يقدم المُثل العليا في التضحيات للذود عن الحياض، وردع الغاشم المتفاقم، الناقم، المتراكم غيظاً وحقداً ونكداً وكدراً، وحسدا، ونقمة، وغمة، وكظمة المحتقن، كيداً وقيداً.
هكذا الوطن، يحقق اليوم منجزه الحضاري والإنساني ورجاله يدافعون عن الحق ويسرجون خيول الحقيقة لنيل الشهادة، وشرف الموت النبيل، عند ساحات الوغى، ملقنين الباغي والطاغي، دروساً في الكرامة، ومواعظ في الشهامة، وعبرا في الوجاهة، هكذا والوطن أصبح قبلة الأحرار في العالم، لغة الشرفاء ترفرف على الشفاه، كالفراشات المبهرة، الوطن الذي صار حلم العابرين إلى أنهار العاء، السائرين نحو حقول السخاء، الذاهبين إلى الحياة بقلوب عامرة بالإيمان والصدق والإخلاص، وأرواح تهفو إلى فضاءات مزدهرة بالحب والتفاني.
أناشيد الوطن، تغاريد نوارس، تحط عند موجات التألق، وترسم صورة المستقبل، بعيني إنسان إماراتي، شيد وجدان صاحب الذكر الطيب زايد الخير، طيب الله ثراه، إنسان إماراتي، أفصح عن وجدان مزروع بعشب الوفاء، مرفوع عند هامات النجوم، بفعل قيادة رشيدة أحبت شعبها فأحبها الله، ورفعها عند سحابات الخير وثراء الوعي، ونضوج المعرفة، وبلوغ المجد، والنبوغ في تسديد الفكرة، وتحديد العبارة.
أناشيد الوطن، سرد أسطوري، ينحته الإماراتي العريق، على صخرة الخلد، ويبني مجده بحبر الفؤاد، ويسير بالأمنيات كأنه الصقر.. كأنه الهمام، كأنه الرعد يهز أكتاف الغيوم ليهطل الغيث مدرارا، ويغشي أسرار المحبة.
أناشيد الون، مدار الوعي الإماراتي، وأحلام الشجر حين تكون الأوراق أجنحة وتكون الأغصان سواعد رجال عاهدوا الله، أن يكونوا السد والصد، والحد والمد والجد والود، ويكونوا الساهرين على المهد والعهد والوعد.
أناشيد الوطن، القامة والمقامة والقيامة، وهي الكلمة الأخيرة على نعش الغادر والفاجر والمبذر في خيانة الضمير المسرف في الكذب والخداع.