علي أبو الريش
بوركت من أيادٍ بيضاء ناصعة من غير سوء.. وبورك جهد الذين يقدمون الخير من دون منة أو قنوط، بورك كل من يضع الخير وسيلة وغاية، لإنبات الحياة عند النواصي والأقدام ويجعلون القلوب حقولا يانعة يافعة، ساطعة بالفرح.. هذه هي الإمارات وهذه القيادة الرشيدة التي تسخر الإمكانيات لتلوين الشفاه بالابتسامة وزخرفة الوجنات بنور الفرح.. اليمنيون الذين انكووا بنيران الحقد والضيم والضنك تستقبلهم الإمارات بروح كأجنحة الطير وقلوب كأوراق الشجر ونفوس كمناهل العذوبة، وها هم يأتون إلى أرض الخير محملين بالأمل، مملوئين بالفخر والاعتزاز ببلد ما وفرت جهداً أبداً من أجل إسعاد الصديق والشقيق، ومن أجل تفريج الكآبة والضيق من أجل فتح الطريق لكل إنسان من أجل أن يعيش حياة طبيعية صافية نقية من شوائب الاحتقان وعدم الاتزان، من أجل كشف الهموم والأحزان، من أجل كون يهنأ برغد العيش ويتمتع أفراده بالسلام والوئام.. ما تقوم به الإمارات من أجل القريب والبعيد هو درس يحتذى وهو مثال يجب أن يقتدى به أصحاب الضلالة والضآلة.
ما تفعله الإمارات هو فعل الصادقين المخلصين لعالمهم، الملتزمين بمسؤولياتهم تجاه إخوتهم في الكينونة والصيرورة، ما تفعله الإمارات هو سبيل الإنسانية للتخلص من الكراهية والجهل والعدوانية البغيضة.. ما تفعله الإمارات، طريق البشرية إلى حضارة لا يخدشها واش ولا يعكر صفوها مغرض، ما تفعله الإمارات رؤية واضحة وصريحة باتجاه أفق يمد مداه إلى أبعاد لا تكسر إرادتها طائفية ولا عرقية ولا لونية، هي في الأساس قدرة الناس الأوفياء الذين تجاوزوا النظرات الضيقة ووضعوا نصب أعينهم، هذا الفضاء الوسيع، قائلين للغيمة إن في القلب سحابة ممطرة، قائلين للنجمة إن في الروح سراجاً أكثر بريقاً.
ما تفعله الإمارات هو قدرة العشاق على كتابة قصيدة حب للإنسانية أبياتها من رمل الصحراء.. والقافية موجة توشوش كي تهزم ضجيج المراكب العصبية.. الإمارات واحة العالم ومشفاه الصحي وشاطئه الذي تستريح عنده القلوب المتعبة والعيون المسغبة، الإمارات النورس الذي رفع النشيد عالياً كي يردد البحر مواله بشفافية وحسب.. الإمارات الرمش الذي أيقظ العيون على حلم لم يخطر على بال بشر.