علي ابو الريش
التحالف الإسلامي، خطوة باتجاه تأسيس سور عظيم، يمنع ويردع ويقمع كل من تسول له نفسه التشويه والتسويف والإسفاف بحق الدين الحنيف، ويرهب، ويضرب الحقد الإنساني في عمقه.
التحالف الإسلامي، عناية من ذوي الغاية السامية، وحماية لمنجز حضاري إنساني، أغدق على العالم بأضوائه الثقافية، ومحتواه الفكري الذي أجاد في ترتيب المشاعر، وتهذيب الفكر، وتشذيب شجرة القيم والعادات، وتطييب الفضاء الكوني بعطر الأخلاق الدينية القويمة.
التحالف الإسلامي، هو الرد الحقيقي للعشوائية، وهو الصد للغوغائية، وهو الجد في مواجهة العدمية والعبثية، وهو الند لأعداء الحياة. التحالف الإسلامي، المنطقة الواسعة، التي نتمنى أن ترتع فيها غزلان الحياة، وهو الحقل القشيب الذي ستنمو فيه أشجار التآلف والتكاتف ضد من جنّدوا أنفسهم لإبادة الحياة، وسددوا ضربات قاصمة ضد الإسلام، ومبادئه السامية، وأرهقوا المشاعر الإنسانية، بسيل من القتل وإراقة الدماء، وتفتيت الدول، وتدمير الاقتصادات وتصدير الموت إلى كل مكان، ووضع الإسلام في خانة النبذ والحقد والكراهية.
التحالف الإسلامي، المدار الكوني الذي ستدور حوله مركبة التلاحم والانسجام وهو المسار الحقيقي الذي ستتجه نحوه بوصلة الإنسان دون المساس بالثوابت.
التحالف الإسلامي، الأمل المضاء بمصابيح المخلصين، وهو النهل الذي سترشف منه جذور الأشجار البشرية، وهو السهل الذي ستسير نحوه ظباء الحياة، وهو فضيلة الأوفياء الذين وضعوا أنفسهم عند ناصية المسؤولية والالتزام الأخلاقي تجاه الإنسان في كل مكان، ومن دون نقصان..
التحالف الإسلامي، حلم يتحقق، ويضع أنامله عند الرمش والعين، بمحاذاة الجبين، ناصع مثل بياض الموجة، مرهف مثل جناح الطير، عتيد مثل صخرة التاريخ المجيد، ثابت شاهق، سامق، باسق، مثل الرسالة التي أشعلت قناديل النور في ظلام البشرية. التحالف الإسلامي، يجب أن يكون هكذا لمنع تهالك الجدران، ودفع العدوان عن الإنسان، ووقف النزيف عن رسالة الغفران، وجز عنق الباطل، وقطع دابر كل مخاتل، وكشف النحس المتخاذل.
التحالف الإسلامي، فضاؤنا الواسع من دون ملوثات فكرية، ومن دون معكرات صفو ومغبشات عين، ومن دون اقتحامات فجائية غاشمة وظالمة، وناقمة ومتفاقمة..
التحالف الإسلامي، الطريق إلى إطفاء الحريق، وهو البريق الذي سيزيح عن شعاب الإنسانية، كل ضيق رؤية وصفيق.