علي أبو الريش
على أرض الإمارات، من دانة الدنيا، يقف العالم عند قمة دبي التي سوف تستشرف المستقبل. وتواصل مشاريع الإبداع على مدى السنة بأيامها وأسابيعها وشهورها. القمة العالمية التي سوف تضع العالم أمام مسؤولياته المصيرية من أجل كون يتطور بانسجام ويحقق إنجازاته الاقتصادية والثقافية بجدارة الذين يتطلعون إلى الغد بمقلة أصغى من عين الطير وعقل أفقي من الماء الزلال، وقلب بتضاريس معشوشبة بالحب.. الإنسان مقياس الحقيقة.. هكذا قال الفلاسفة ودبي تسير بخطا ثابتة وواثقة باتجاه تلوين مشاعر الناس بالسعادة، وبالشعور دوماً بالتفوق على معوقات الطبيعة، دبي ماضية باتجاه العالم، ولذلك فإن القمة العالمية ستكون المقياس لرصد النجاحات والمعيار لتقييم علمي، يهدف إلى الأخذ بيد الجميع نحو التقدم الذي يسعد البشرية ويبعد عنها شرور التخلف والعدمية.
دبي هكذا تفكر لأن المفكر آمن أنه لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس، والطريق طويل، ويحتاج إلى أعناق أطول ترتفع بالهامات والقامات حتى عنان السماء، ولا مجال أبداً للنظر إلى الخلف لأننا أبناء اللحظة، وهي الزمن الذي يقودنا إلى التفوق والتميز في المستقبل.
صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي (رعاه الله)، وضع الصحراء أمام مرآة حقيقة الإنسان، فرأى أن عند الكثبان تنمو الطموحات، وخلفها تبزغ الشمس، وهناك في الأفق يكمن المعنى والدليل على أن النجاح لا يتحقق إلا برفع الأعناق، وفتح الأحداق، والغوص في الأعماق، لتكسب البشرية الرهان، وتتفوق على التخوف والتردد، والوصول إلى الغايات، بقلوب لا ترتجف وعقول لا تستخف وأرواح لا يخفت وميضها ما دامت الإرادة واعية، وما دامت العزيمة شامخة كشموخ الجبال والمبادئ راسخة كرسوخ البحار.. وعندما نتحدث عن القمة العالمية، فإننا ندخل الدائرة الأوسع للمحيط، ونضع نصب أعيننا أن خلف الموجة البيضاء ترسو السفينة التي نريد أن نقف على ظهرها، ونقول للعالم أجمع ها نحن ارتدينا ثياب الإبحار فتعالوا معنا، ولكن بقلوب لا يهزها خوف، وعقول لا يبتزها حيف، ثم نمضي كتفاً بكتف محتفلين بهذا الاصطفاف من أجل بياض أنصع ومن أجل زمن أروع، ومن أجل إنسان لا يخضع لخوف ولا يخنع لشك.. فالمعرفة مفتاح الوضوح والمثابرة، السبيل إلى معرفة مكامن التغير والتطور.
[email protected]