علي أبو الريش
تكريم امرأة متفانية، هو تكريم للوطن، تكريم للتاريخ الذي أنجب كريمة أكرمت الوطن بعطائها وسخائها، وتفانيها من أجل أن يعيد هذا الوطن عند شرفه الفضاءات الملونة بالفرح، وأن يصبح الجيل سنبلة المستقبل، تزهر بها حقول الوطن.
تكريم خولة الحوسني موجهة الرياضيات بوسام رئيس مجلس الوزراء، هو تكريم لكل امرأة في الإمارات والعالم، وهو الحافز الذي يضع المرأة أمام مسؤولياتها الوطنية والإنسانية، كما يضع الرجل أمام التزاماته الأخلاقية، في احترام الدور المنوط بالمرأة وما تقوم به من جهد، لا يقل شأناً عن دور الرجل بل يتجاوزه في كثير من الأحيان وكثير من الميادين العملية.. فالمرأة المتفانية في أي مجال من مجالات العمل والإبداع، فإنها في كل حبة عرق، تغرس شجرة أمل، وفي كل خطوة باتجاه مكان العمل، فإنها تطبع صورة الأثر الطيب على تراب الوطن، وفي كل كلمة إنما تكتب رسالة تحريرية، موجهة إلى الأجيال، بأن العمل المخلص هو إيمان وعقيدة.. المرأة المتفانية، تنقش على قماشة الوطن رسومات الوجدان الصافي والضمير الواعي، تنحت لوح الوطن، المثال في الصدق ووضوح الأفق، تمنح الإنسانية منديلاً يجفف عرق المتعبين، ويكفكف دموع المحسودين، والمرأة المتفانية، هي الحلم المستيقظ بين الأجفان، يحرك المشاعر باتجاه الفرح، ويفترش عند الجفون مخمل العادة.. المرأة المتفانية أنشودة الصحراء يصدح بها طائر الحمام، لتهنأ الأشجار بأحلى نغم.
المرأة المتفانية، راحة اليد المفتوحة على العالم، بيضاء من غير سوء، وهي العيون التي في طرفها بريق الأمل، ولألأة المقل، المرأة المتفانية هي النهر الفاصل، ما بين جزيرتي الماضي والمستقبل، والطيور هم أولئك الذين بللوا الأجنحة من عذوبة الماء، ثم حدقوا، ثم حلقوا، ثم شقوا الفضاء باتجاه المجد المجيد.. المرأة المتفانية، عنوان الإصرار على النجاح، وتحقيق الطموحات، والمشي على صراط الأفكار الإيجابية، بحثاً عن مشرق متألق، يضاء بمصابيح القلوب المخلصة، والمبادئ الثابتة، والقيم العالية، ونخوة الأصفياء الأوفياء الذين يضعون حب الوطن موضع القلب من الجسد.