علي أبو الريش
العالم الذي يمر بموجات التغريب والتسريب، والتهريب، والتثريب، والتخريب، والتقطيب أصبح في أمس الحاجة إلى إعادة توازن للعقل الذي أصيب بالغثيان، العقل الذي دار ودار وما نجح في الدوران بعد ما استولت عليه رحى البغضاء والنكراء والشعواء والعشواء والضراء..
الآن أصبح من المهم جداً أن يتصدى الحكماء والعقلاء لهذه الفورة البركانية الهائلة التي ألقت بحممها وعوادمها وغازاتها السامة وحولت العالم إلى كتلة من جحيم ناري فظيع..
وانطلاق هذا المجلس من الإمارات بالذات يزرع الأمل في نفوس الناس، فالإمارات التي تتمتع بصدق القول، ورجاحة العقل وتفتح فضاءاتها لأطياف وأنساق مختلفة، وتجعل من التسامح وسيلة في صناعة غد الإنسانية، ومن الحق أداة لقطع دابر المشعوذين، والمجدفين، ومن الحقيقة هدفاً سامياً لا يمكن الانحياز إلا به وله.
لهذا فإن تضافر جهود حكماء المسلمين، لكشف الحقيقة وبسط أجنحة المعرفة للناس أجمعين، وكذلك فضح كل ما تقوم به الفئات الضالة، والتي شوهت تعاليم الدين السمحاء، واختطفت الثوابت وطارت بها إلى حيث الكهوف السوداء، والمفخخات الآثمة.
مجلس حكماء المسلمين، هو المرجعية وهو القوة الرادعة لمن يريدون أن يلبسوا الدين لباس البدع، والخرافات والذين يريدون أن يجعلوا من الإسلام، دين الوعيد والتهديد والذين يحلمون بصور لا تخطر على بال بشر، يعيشون في القرن الحادي والعشرين، والذين أعطوا الحجة والذريعة لكل من يريد أن يصفي حسابات تاريخية مع أبناء المنطقة، وكل من لديه أجندات وهمية يريد أن يطبقها على أرض الواقع..
الآن والأمل يحدو كل مسلم يعيش على أرض البسيطة، أن مجلس حكماء المسلمين، باستطاعته سن القوانين والتشريعات المستقاة من تعاليم الدين الحنيف، وبإمكانه أن يقول للآخر هذا هو ديننا والقرآن نهجنا وسنة النبي هدينا..
هذا هو ديننا يهدي إلى الرشد ويمنع العبث بمصائر الشعوب ويرفض التزمت والعنصرية والطائفية، والتخربات السياسية على حساب الوطن كوعاء لكل أطياف الناس.