علي أبو الريش
وسائل التواصل الاجتماعي سلاح ذو حدين، فإما خراب ويباب وعذاب، وإما سلسبيل مستطاب، فكم من المواقع التي خربت بيوتاً، وعذبت نفوساً، وزلزلت وخلخلت وجلجلت، وجعلت من أصحابها وحوشاً ضارية تفتك وتهتك، وتغرق وتسرق وتفرق وتمزق النسيج الاجتماعي إلى درجة التلاشي، ولكن هناك من اتخذ موقفاً مغايراً واعياً إزاء هذه المواقع، فاستغل قوتها وتأثيرها الفاتن ليجعلها مواطن حب وبناء، وهكذا فعل الزميل الإعلامي اللامع منذر لمزكي، حيث هيأ نفسه وجند قدراته وإمكانياته وموهبته الفذة، لخدمة الناس، ومناقشة المواضيع التي تصب في بناء الشخصية الاجتماعية والقضايا ذات الشأن الاجتماعي التي كثيراً ما نحتاج إلى تناولها بعقل واعٍ وضمير حي وقلب محب لهذا الوطن وأهله.
منذر لمزكي بذكائه الإعلامي وحسه الوطني دخل هذه المواقع من نافذة واسعة ليطل على هموم أهله وهواجسهم وطموحاتهم وآمالهم وأمنياتهم، فيناقش الصحفي الشاب مفاصل الهم الإنساني برشاقة وأناقة ولباقة وحصافة وفصاحة ورقة ودقة، لأنه أمسك بزمام المسؤولية الإعلامية، وفهم أن الإعلام هو صوت الناس وصيت قضاياهم، يناقش منذر هذه القضايا بشفافية ابن الإمارات الذي علمته الصحراء كيف يكون للأفق اتساع عندما يحتوي أنفاس قاطنيه والمتطلعين إلى غد مشرق، وحياة هانئة، ومرحلة تتجاوز الانغلاق إلى مناطق رحبة معشوشبة بأشجار الألفة والطمأنينة والأمن والاستقرار النفسي.
منذر لمزكي بهذه الخطوة الجريئة والواعية يعطي درساً وافياً للآخرين، ويقول لهم بصريح العبارة ووضوح الرؤية، إن وسائل التواصل الاجتماعي جُعلت لهذا الغرض وليس لغيره، وأنها، إن لم تكن شراعاً للعبور من الجهل إلى الوعي، فهي معاول هدم ودمار. منذ لمزكي اقتحم هذا المضمار الواسع، ليؤكد أن الإعلام وردة إن أسقيتها بالالتزام الأخلاقي أزهرت وترعرعت، وإن سممتها بالنوازع الشريرة ذبلت وتلاشت. منذر لمزكي بهذه الموهبة استطاع أن يثبت للآخرين أن لوسائل التواصل الاجتماعي دوراً ريادياً في خدمة المجتمع والنهوض به، والحفاظ على منجزاته الحضارية بكل حضارية ورقي.. شكراً لك منذر، وأتمنى من الآخرين أن يتخلوا عن سيئات الاستخدام، ويستفيدوا من مواهب هذه الوسائل لخدمة الوطن الذي يستحق منا الصدق والإخلاص.