علي أبو الريش
مضى أكثر من شهر منذ بدء العام الدراسي، وبعض المدارس تعاني من نقص في بعض المواد الدراسية، وكذلك المدرسين، وهذا بطبيعة الحال سوف يؤدي في نهاية الأمر إلى اللهاث السريع وراء إنهاء المنهج في المادة المتأخرة، حتى تتم مواكبة الفصول الدراسية في نهاية العام، والنتيجة، فإن من سيدفع الثمن هو الطالب، الذي سيترتب عليه التكثيف وضخامة المادة المطلوب دراستها، وتحصيل ما يمكن تحصيله .. السؤال .. هو أن الإمكانيات المادية والمعنوية متاحة وبثراء والدولة لم تقصر ولم تتأخر في تقديم وتوفير كل ما يجعل التعليم في أتم صحة وعافية، فإذاً أين الخلل .. ألا يجدر بالمسؤولين عن التعليم أن يضعوا أيديهم وبسرعة فائقة على مواطن الضعف ويجنبوا الطالب والمطلوب من أي عثرات أو كبوات .. ألا يجدر بالأخوة القائمين بصورة مباشرة على التعليم أن يضعوا أنفسهم مكان الطالب ويروا كيف وماذا تكلف مثل هذه الزلات من أعباء تضرب العملية التعليمية في الصميم، وتكبد الطالب جهداً وخسارة فادحة؟ لأنه ما من عقل بشري يستطيع أن يستوعب محصول مادة كاملة، خلال فترة قصيرة جداً، وهي التي كان من المفترض، أن تأخذ وقتها الحقيقي لتمكين الطالب من تحصيل طبيعي لا يضطره إلى الركض خلف السراب، أو الجري وراء جواد فرَّ من عقاله.
والمؤسف جداً أن المواد المتأخرة هي مواد علمية، تحتاج إلى تركيز وترسيخ المعلومة في وقت لا تضايقه الساعات المختصرة، والمبتسرة، ولا أعتقد أن هناك مبررات منطقية ترفع العتب عن المقصرين، لأن المسألة متعلقة بمستقبل جيل وأن الوطن الذي أنجز مشروعه الحضاري بكل تميز وتفرد يحتاج إلى كفاءات عالية، توازي هذا الجهد المبذول في خدمة الوطن في نواح كثيرة ومتعددة، ولا يجوز أبداً سوق الأعذار، في هذا المجال، لأن التأخير في تقديم مادة علمية أو توفير مدرس لمادة أساسية يعني تخلف الطلاب في مادتين، ويعني أيضاً أننا أمام خلل منهجي في التعاطي مع التعليم كشريان ووريد وإذا ما تقاعس التعليم عن أداء واجبه بشكل كامل وشامل، فإن توابعه تكون خطيرة على مستقبل البلد، ونحن كما علمتنا قيادتنا الرشيدة، أننا لا نقبل أبداً إلا بالامتياز، والانحياز دوماً إلى النجاح والذهاب بعيداً بُعد النجوم نحو التفاؤل وقطف ثمرات الأحلام الزاهية، من دون تردد أو تبدد، أو تكبد عناء يأس أو بؤس .. نقول لأحبائنا في التربية والتعليم البلد بلدكم والطلاب أبناؤكم وأنتم أولى بالرعاية بهم والعناية بمصيرهم .. والله الموفق.