علي ابو الريش
اللقاء مع الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، لقاء مع السحاب، وأنت في الذهاب والإياب، تخطو باتجاه قامة تألقت وتأنقت، وتعملقت، فاكتملت في العبيب وفي النث المهيب، أنت مع شخصية جاشت في المعنى، هالة وجزالة، وأخذت من رنق البحار عمقاً ونسقاً، ومن أفق الجبال شموخاً ورسوخاً، ومن حدق الصقور حزماً وجزماً، ومن بيرق الجسارة قوة ونخوة، أنت هنا في حضرة الشخصية الباهرة، والهالة المزدهرة، أنت في الحضور والغياب، يسكنك النهر المجلل بالعذوبة، والسفح المكلل بالخصوبة، فكراً ووعياً، وسعياً، ووقاد الكلمة، وحسم العبارة المنعمة، والجملة المداهمة، تستولي على مشاعرك، فلا تملك إلا أن تكون مبتهلاً في حياض ورياض، من اتسعت جباههم، لمحيط أثرته الموجة البيضاء المتكلمة.
في حضرة سموه، تبدو اللقاءات فضاء يتسع بحفيف الأوراق، ورهيف الأنساق، ورفيف الأحداق، ويكبر المكان، ويبتسم الزمان، وبساتين الروح تزدهر بالأفنان، والكون ينطق باسمك يا وطن الأوفياء، يا حضن النبلاء، يا حصن النجباء، يا شجن المنتمين إلى الولاء، يا غصن المكانة العالية وشجو الأنبياء.
في حضرة سموه، تتبارى العيون في شجون، وما شأن العيون إلا أن تستدعي الرمش كي يسجل النبضات والخفقات، والهفهفات، وما جاش في الخواطر، من مشاعر مدنفات، هنا، يكمن في الأخفاق، سر الأشواق، وما دار في خلد العشاق، من توق وشوق، لوطن يزرعه المخلصون بأشجار الحب، ويروون بساتينه من ماء العيون، ويشذبون نخلاته بأنامل من رطب الحياة، هنا في حضرة الجلال والاعتدال، وموال الصحراء، وأنشودة الاكتمال تصير الخطوات باتجاه المد المديد، والمدى متعبة إلى حد العذوبة، مدهشة إلى درجة التجلي، مفرحة بمقدار فرحة الطير عندما تصير أجنحته، غيمة تغطي وجه السماء، وتكتسح الفضاء، بالرهيف والعفيف.
في حضرة سموه، يعلو النشيد والتغريدة، قصيدة عصماء، دارت على لسان البلبل، فاستقاها الليل، سيمفونية أوتارها من شريان ووريد.
في حضرة سموه، يصبح القلب جزيرة سواحلها مكسوة بالحرير، وماؤها أصفى من عين غزال غرير، والله حارس غابة الفكرة والعبرة، والقابس هو ذاك القمر، منسوجاً من قماشة الحلم والعلم، هو ذاك الحب وخيط التواصل، ما بين الأنا والآخر.