علي أبو الريش
هكذا هي الإمارات، من مدرسة زايد الخير، طيَّب الله ثراه، ونعمة بفسيح جناته، ترتوي من ماء المكرمات، وتسقي جذور العالم، بشيمة الأوفياء، ونخوة النجباء، وحنكة الحكماء، وفطنة النبلاء، وقيم الأولياء، حب الأصفياء، وعشق الأنقياء، هكذا هي الإمارات كما قالها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، «تعلمنا من مدرسة زايد العطاء بلا منة ويد الخير لكل شعوب العالم».. يصل إلى العالم، بيد ممدودة، وروح مشدودة، وقلوب ننشد الحب، تبحث عنه مثل فراشات تقبل الورد بمودة وسؤدد.. يصلون إلى العالم، والمشاعر تلهج بالشوق، والتوق إلى أناس هم جزء لا يتجزأ من بنيان النفس، هم بعض من كيان إنساني، نحن منه وهم منه.. يصلون إلى العالم بأشرعة البياض، ونوافذ الموجات الموشوشة، من أجل كف الأذى عن الآخر من أجل المساندة والمساعدة، والمعاضدة، لمن شفتهم المتاعب والمكابدة.. يصلون إلى العالم بيقين الحب، بقناعة أن الإنسان أينما كان ومن أي جنس كان هو الإنسان الذي ننتمي إليه، ونحن فصله وأصله.
يصلون إلى العالم، بكفاءة المخلصين ورجاحة الصادقين وطاقة المؤمنين بأن الحياة كحبل المشيمة ما بين الإنسان والإنسان، ولا حياة من دون تآلف الناس، وتكاتفهم ووقوفهم جنباً إلى جنب لمواجهة البغض والكراهية، ولدحر الشر والعدوان عن البشرية.
يصلون إلى العالم، بإيمان الذين عاهدوا الله على أن تكون الإمارات، البوصلة والقِبلة، والقُبلة المبللة ببريق الناس المدنفين حباً بهذا الوجود وبخلقه.
يصلون إلى الناس، وعيونهم تتطلع إلى سلام دائم يحل على العالم، ويتلاشى الحقد وينتهي إلى العدم، لتخضر أوراق الحضارة، وتزهر أغصانها بالنمو والتطور وإشاعة السعادة في الشعاب والهضاب، وبث الخضاب على كفوف الأبرياء، كدليل فرح، وعرس إنساني يعم الكرة الأرضية..
يصلون إلى العالم، كسحابات تزخ أمطارها، وتنثرها غيثاً مغيثاً، يسقي الزرع والضرع، ويملأ الحياة، زهوراً وأزهاراً، ويمنح الناس جميعاً فرص العيش الآمن والمطمئن.