علي أبو الريش
مشاريع الإمارات في مصر لإضاءة التاريخ وزخرفة الجغرافيا وتقليد سماء مصر نجوماً تمشي على الأرض كأنها اللآلئ.. مشاريع التعليم والصحة والمواصلات وصال مع الحياة وتمهيد الوديان بعشب الازدهار والاخضرار والسفر في ضمير من عشقوا النيل فصار في وعيهم كتاباً يفتح صفحاته على التاريخ ليتلوا المحبون الحروف الهيروغليفية عند صحائف الأهرامات عند سحائب المطر عند شغاف القمر. مشاريع الإمارات في مصر، حقول تنبت القطن طويل التيلة. وفصول تنتمي إلى حضارة هذا البلد العريق الذي عرفت الإمارات قيادة وشعباً أنه ما من نهوض عربي إلا باستدعاء أشجار مصر، كي تلقي بثمارها عند ضفاف العروبة، وكي يكون التناسخ عربياً يمتد من طنجة حتى شعم، وكي يكون الحلم صافياً من غير كوابيس ولا غثاء. هذه هي الإمارات، إمارات الخير والعطاء تصل مصر بحبل المودة وخيط القماشة الشفيفة، هذه الإمارات تمد طريق السفر إلى منشية البكر، حيث ينام مستريحاً، كان في التاريخ خيط الإضاءة، وكان في التضاريس جبلاً لم تهده معاول الهدم العدوانية. هذه مصر عند المرقد والمعبد، منارة تسمق مثلما بسق زايد الخير، طيب الله ثراه، وأسس في المعاني دولة شراعها وصال ونداؤها حسن الخصال ومبدأها أن الإمارات الصوت والصوت وما بينهما نافذة تطل على جملة العشاق فتصفيها قصيدة عصماء شماء هيفاء مقفاة بالأمل موزونة بالمقل مصفدة من وعي لا يقبل الزلل.
هذه هي الإمارات كنورس يظلل بجناحيه موجة مصر البيضاء ويرفع النشيد عالياً من أجل عروبة لا تغشيها غاشية غاشم ولا تكدرها فورة آثم، ولا يقض مضجعها مجرم متفاقم.. هذه الإمارات بأيادي خليفة العطاء ترفل بمهج الذين يزرعون الحب شتلات عند ضفاف القلوب، وينسجون حرير الوفاء عند نواصي الأمل، ويسهرون من أجل إسعاد الناس جميعاً، من دون إقصاء أو إلغاء ومن دون عهود ناقصة. هذه هي الإمارات تذهب بالقافلة نحو فصول خضراء وفصول عربية متعافية من الأهواء والأرزاء، لأنها فقط الإمارات تبدو دائماً الاستثنائية في الانتماء المتفردة في العطاء، السخية في إثراء الوجدان الإنساني بكل ما يفسح الطريق إلى واحات لا وعورة فيها ولا اكتواء، فقط لأنها الإمارات، فإنها تروي العشاق بعذوبة الصدق والإخلاص ونوايا الأصفياء.لأنها الإمارات فهي تفهم أن مصر هي الديدن والموال المدوزن.