علي أبو الريش
ناخبون طالبوا مرشحي المجلس الوطني أولاً وقبل كل شيء بمحاربة التطرف، وهذا يعني أن الناخبين لديهم وعي انتخابي رائع، ناخبون يعرفون الدور المناط بالمرشح كونه ممثل الشعب وكونه قريباً من كل الشرائح المجتمعية، وكونه رشح نفسه لخدمة الوطن ووقايته من الشرور وحمايته من كل ما ينغصه ورعايته بالبوح الصريح.. الناخبون بوعيهم وثقافتهم يعرفون مدى خطورة التطرف وما يجلبه للإنسانية من خراب ودمار ويعرفون كذلك أن دور المرشح اليوم اختلف كثيراً عن السابق، فالأولوية تستدعي من هذا المرشح أن يكون درعاً حصيناً للوطن وأن يحمي حقوق المواطن من خلال كشف ألاعيب العناصر المتطرفة وشبكاتها العنكبوتية والظلامية، وما من بلد في العالم سلم من هذا الشر المستطير، وما من شعب لم يعان من ازدراء هذا الطرف اللعين، الأمر الذي يستوجب على من يمثلون الشعب أن يكونوا عيونه ونبض قلبه، وأن يكونوا السلاح الأمضى في مواجهة الحاقدين، والناقمين والقابضين على جمرات الكراهية، وليس أهم من يقف المرشح في مواجهة المرضى وتوضيح الملابسات التي يغوصون في شباكها ورفع الغطاء عن قدورهم الكاتمة لكي يفهم الناس ما يفور في بواطن الأمور، وما تخبؤه هذه الفئات التي عرفت من أين تؤكل الكتف، فأكلت وشربت من ملح حنقها وحقدها وصارت خلية سرطانية لابد من بترها وقطع دابرها، والتخلص من مصائبها، فالإنسانية اليوم إذا ابتليت بهذا الداء العضال فإنها مطالبة بجهود مضاعفة لمحاربة فاسدي العقل والقلب، والشعوب إذ تختار من يمثلها فإنها تضع أمام ضمير كل ممثل، الحقوق المشروعة، وفي هذا الوقت أصبح الإرهاب هو الأكثر بشاعة والواجب تنظيف الأوطان منه وتحرير الشعوب من أفكارها الهدامة..
وكم هي السعادة بالغة بلوغ الحلم من الحقيقة عندما نستمع إلى آراء ناخبين يرمون جل همومهم خلف ظهورهم ويضعون محاربة التطرف نصب أعينهم، فهذا في حقيقة الأمر يدل على وعي الناس أولاً ثم شراسة هذا العدو، وثالثاً المعاناة التي يكابدها وجدان الناس وهم يقرؤون ويلمسون ما يحدثه الإرهاب في العالم.