بقلم _ محمد الجوكر
تمثل كرة القدم، ثقلاً إعلامياً اجتماعياً مؤثراً في سلوكيات الناس، ومحبي هذه اللعبة المجنونة، ما أفرد لها حيزاً كبيراً بين الأوساط الرسمية والشعبية، وليس غريباً أن نشاهد خلافات مستمرة بين الهيئات الرسمية، ومنظومة الكرة، اللعبة الأكثر انتشاراً، والتي لعبت أيضاً دوراً في إزالة الحساسية، والتغلب على التوترات الناشبة بسبب نتائج الكرة، ولا أحد يختلف على قوتها وجاذبيتها، دون كل الرياضات الأخرى.
وهذه الأيام، هناك جدل إعلامي بين اتحاد الكرة، بسبب ازدواجية المناصب ، التي يسعى البعض لتمريرها، للإطاحة باتحاد الكرة الحالي، بينما هناك رفض تام من قبل أهل الكرة، لأنهم جاؤوا منطقياً بعملية انتخابية ديمقراطية، قبل ثلاث سنوات، ومن يستطيع حله؟، إلا جهة واحدة، هي الجمعية العمومية فقط، ويحمد الاتحاد، أن الأندية نائمة، للأسف، في سابع نومها، فلا تفكير لديها، إلا في النتائج واللاعبين الأجانب، من يبقى ومن يذهب، بل وصل الأمر من بعض اللاعبين الأجانب، تهديدهم للإدارات، برغم تجديد العقود لسنوات طويلة، وهذا الموضوع خطير، يهدد كيان الأندية التي لا تستطيع الرد عن ماذا يدور فيها، خاصة الكبيرة، كيف نقبل من هؤلاء الأجانب، يتصرفون وفقاً لأهوائهم بطريقة غير احترافية، برغم أن العقود المبرمة معهم واضحة!.
الساحة الرياضية الآن، لا تقبل أي انتكاسات وإحباطات جديدة، فلسان حال جماهيرنا يقول دائماً، كفاية ما حدث، وعلينا أن نتغلب على أخطاء الماضي، ونفتح صفحة جديدة، فهناك العديد من القضايا اليومية التي تشهدها الساحة، وتعجبني التي نتعامل معها بعقلانية وحكمة، ونسعى لمعالجة الأخطاء، ونعترف بالفشل، ونصحح الطريق للمستقبل.
واليوم، قضية اللاعب الأجنبي، لا بد أن نضع لا حداً، فلا نتركهم يسببون لنا أزمات، وما يربطنا معهم العقود، وموضوع «لي الذراع» يجب أن ينتهي، وأتساءل، أين إداراتنا، وأين حضرات المستشارين؟، لماذا هم بعيدون عن مثل هذه القضايا، خاصة التي تظهر في أواخر الموسم، ونتركهم يغنون على ليلاهم، والقضية المطروحة حالياً مهمة، لا بد أن نضع لها حلولاً، والأمر الآخر الخطير، لا نقبل بأن تلعب بعض الإدارات، لعبة إغراء لاعبين لديهم عقود مصدقة ورسمية مع أندية منافسة، فعدم الوضوح مع أنفسنا، سبب لنا المشاكل.
اليوم حفل تكريم أصحاب الإنجازات الرياضية، كل الشكر للقيادة على تكريمها لأبناء الوطن، ممن حققوا نتائج مشرفة، ولفت انتباهي، وجود اسم مروان بن غليطة، برغم ما شهدته الساحة من جدل كبير بين الهيئة واتحاد الكرة، وقد سعدت بأن التكريم يشمل اسم «مروان»، في القائمة، وأعتبرها بادرة، لعلها تفتح صفحة جديدة بين الجهتين، وسؤالي هنا، هل رئيس اتحاد الكرة عنده علم بالتكريم؟، وإذا كان الاتحاد سيُكرم لفوزه بأحد الميداليات، فلماذا لم يتم ذكر أسماء بقية رؤساء الاتحادات؟!!.. والله من وراء القصد.